عكس ما كان متوقعاً، توجه المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى العاصمة السعودية الرياض، عقب زيارته المثيرة إلى العاصمة اليمنية صنعاء، حيث سعى لتحقيق تقدم من خلال ملف المعتقلين في سجون الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، تمهيداً لجولة المحادثات المقبلة المقرر أن ترعاها الأمم المتحدة.
ووصل الشيخ إلى السعودية برفقة مواطنين سعوديين، وهما سالم الغامدي وعبد المرضي الشراري، كانا معتقلين في سجون الحوثيين، وأفرج عنهما بعد لقاءات وتفاهمات أُحيطت بتكتم شديد، حيث صدرت تصريحات عن المبعوث الأممي، توهم بانتهاء زيارته لصنعاء الثلاثاء الماضي، غير أنه واصل عقد لقاءات مغلقة مع وفدي الحوثيين وحزب المؤتمر الذي يترأسه صالح.
ووفقاً لمصادر سياسية مقربة من الحوثيين لـ"العربي الجديد"، فقد تركزت النقاشات على موضوع المعتقلين، حيث طالب ولد الشيخ بضرورة الإفراج عن أبرز المعتقلين في سجونهم، والذين حددت مصادر حكومية خمسة منهم بالاسم، وهم وزير الدفاع محمود الصبيحي والمسؤول في الاستخبارات ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس، والقائد العسكري فيصل رجب، ووزير التعليم الفني عبدالرزاق الأشول والقيادي في حزب الإصلاح محمد قحطان، ومعتقلين سعوديين، كخطوة ضمن إجراءات "بناء الثقة" على أن يكون ذلك ورقة قوية لدى المبعوث، للضغط على الحكومة بإقرار وقف إطلاق النار بالتزامن مع انطلاق المحادثات المقبلة.
اقرأ أيضاً: الحوثيون يمنعون المبعوث الأممي من رؤية
وبعد لقاءات وضغوط حاول خلالها المبعوث الأممي القيام بزيارة للقاء المعتقلين، توصلت اللقاءات إلى تقدم محدود، تمثل بأن يقوم الحوثيون بإطلاق سراح عدد من المعتقلين المدنيين، وأحدهم وزير في الحكومة من الخمسة الأسماء المذكورة، عبد الرزاق الأشول، بالإضافة إلى أربعة من النشاطين الإعلاميين المختطفين في سجون الميليشيات منذ أشهر، وفي ذات الوقت، أطلق الحوثيون سراح اثنين من السعوديين (مدنيين) وهما معلمان اعتقلا في اليمن مع بدء الحرب.
ومثل الإفراج عن السعوديين الخطوة الأهم في زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء، إذ عكس التجاوب رغبة الحوثيين بالتفاوض مع السعودية، وهو الأمر الذي دعا إليه بشكل متكرر الرئيس المخلوع خلال الفترة الأخيرة، وسعى الحوثيون منذ بدء الحرب على الوصول لأسرى سعوديين في معارك الحدود، كورقة للتفاوض لاحقاً، وعرضوا أكثر من مرة تسجيلات مصورة لأسرى سعوديين، يُقدر عددهم بأربعة جنود، حاولوا من خلالهم بعث رسالة لبلادهم، تدعوها لإيقاف الحرب.
اقرأ أيضاً: خطة ولد الشيخ أحمد لإنقاذ محادثات اليمن
وفي مؤشر على أن الإفراج جرى بالتنسيق بين المبعوث الأممي والسعودية، كان سفير الرياض في صنعاء محمد سعيد آل جابر، متواجداً في جيبوتي باستقبال المفرج عنهما، اللذين وصلا برفقة ولد الشيخ على متن طائرة أممية، ومن جيبوتي انتقل ولد الشيخ برفقة الجابر والمعتقلين إلى السعودية، في زيارة لم يُعلن عنها مسبقاً، إذ كان من المقرر أن يتوجه ولد الشيخ للقاء الرئيس عبد ربه منصور هادي في مقر إقامته المؤقت، بمدينة عدن، وهو ما لم يحدث لأسباب لم يتم الإعلان عنها.
على صعيد تحضيرات المحادثات وموعدها الجديد، أفادت مصادر مقربة من الحوثيين وأخرى من الحكومة، أن ولد الشيخ سينقل إلى الرياض حصيلة لقاءاته في صنعاء والشروط التي وضعها الحوثيون وحلفاؤهم للإفراج عن المعتقلين، والمشاركة بجولة جديدة من المحادثات.
وكشفت المصادر ذاتها، أن شروط الحوثيين، تتمثل أساساً بالمطالبة بإقرار وقف إطلاق النار، قبل أي تفاوض، مع إبداء استعدادهم لإطلاق سراح المعتقلين والدخول في عملية سياسية قائمة على قرار مجلس الأمن الدولي 2216، إذا تمت الاستجابة أولاً لمطلبهم بوقف الحرب.
اقرأ أيضاً: هادي يلتقي قيادات محلية وعسكرية بمحافظتي شبوة وإب
وحول موعد ومكان انعقاد الجولة القادمة من المحادثات، أكد المبعوث الأممي أنه لم يتم التوصل إلى توافق حول ذلك بعد، الأمر الذي من المتوقع أن يُحسم على ضوء الاتفاق أولاً على الإجراءات التي يشترطها كل طرف للمشاركة في المحادثات، إذ تطالب الحكومة بالإفراج عن المعتقلين وفك الحصار عن تعز، وفي المقابل يطالب الحوثيون وحلفاؤهم بوقف دائم لإطلاق النار، كشرط للمشاركة بأي جولة جديدة.
"المعتقلون بخير"
بالنسبة للمعتقلين الذين أعلن المبعوث الأممي، موافقة الحوثيين على الإفراج عنهم، لم يُطلق سراحهم حتى كتابة هذه الأسطر، وفقاً لمعلومات "العربي الجديد"، وقد أعطى الحوثيون تأكيدات على أن الصبيحي (وزير الدفاع)، وناصر هادي (شقيق الرئيس)، وفيصل رجب، بصحة جيدة، وفي ذات الوقت، لم يتم الإعلان عن معلومات تؤكد صحة القيادي البارز في حزب الإصلاح، محمد قحطان، والذي كانت تسريبات تحدثت عن مقتله في السجن، الأمر الذي لم يحسم فيه الجدل حتى اليوم.
اقرأ أيضاً: يمنيون يهاجمون المبعوث الأممي بعد تكريم الحوثيين له