في تصريحات هي الأقوى من نوعها، أكد منسق فريق التفاوض السوري رياض حجاب، اليوم الثلاثاء، عدم الذهاب للمفاوضات السورية المرتقبة الأسبوع المقبل، في مدينة جنيف السويسرية، في ظل القصف والحصار، فيما أسف الائتلاف السوري المعارض، لعدم رغبة روسيا بمشاركة النظام السوري في المفاوضات.
وقال حجاب في تصريحات صحافية إن "التواريخ ليست مقدسة"، في إشارة إلى الموعد الذي حدده المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي مستورا، في الخامس والعشرين من هذا الشهر، مؤكداً بالقول "لن نذهب لأية مفاوضات وشعبنا يعاني من القصف والتجويع والحصار".
وأوضح رئيس الوزراء السابق المنشق عن النظام أن "مقايضة المواقف السياسية بمعاناة السوريين هي عملية ابتزاز مبتذل لن نقبل بها تحت أي ظرف".
وكان حجاب قد قال في وقت سابق اليوم لـ"العربي الجديد" إن الهيئة المعارضة لم تطلب تأجيل موعد المفاوضات، لكنه شددّ على أن مطالب المعارضة تتركّز على وجوب تنفيذ النظام وحلفائه الالتزامات الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي 2254.
وركز منسّق الهيئة العليا للتفاوض على إطلاق سراح المعتقلين، وتمكين منظمات الإغاثة الإنسانية من إيصال المساعدات للمدنيين السوريين الذين يحتاجون إليها، ورفع الحصار عن المدن والبلدات التي يطوّقها جيش النظام والمليشيات الحليفة له، وكذلك وقف القصف العشوائي والجوي الذي يقوم به النظام على المشافي والأسواق الشعبية والمدنيين.
وكان دي ميستورا قد وجه مطالب محددة إلى مجلس الأمن في جلسة مشاورات مغلقة، أمس، تضمنت ضرورة حسم السجال الدائر حول تشكيلة وفد المعارضة، وتحقيق تقدم ملموس ميدانياً في الوضع الإنساني، تمهيداً لانطلاق المفاوضات في الموعد المقرر في الـ25 من الشهر الجاري.
في السياق، عبر الائتلاف السوري المعارض، عن أسفه لعدم رغبة روسيا بمشاركة النظام السوري في المفاوضات المزمع عقدها في جنيف الأسبوع القادم.
وقال أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني، أنس العبدة، إن "روسيا تتنصل من استحقاقات القرار 2254 وخاصة البند الذي يدعو إلى عقد مفاوضات بين النظام والمعارضة السورية".
وبيّن العبدة أن "نظام الأسد وحلفاءه من روسيا وإيران متمسكون حتى اللحظة بالحل العسكري، وغير جادين بالحل السياسي، ومشاركتهم في اجتماعات فيينا وتوقيعهم على القرار 2254 هو لكسب الوقت فقط، مؤكداً أن روسيا تضع العصي في عجلة العملية السياسية".