انتقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رفض مجلس النواب المنتخب حديثا لقانون الخدمة المدنية، الذي كان قد أصدره بقرار جمهوري في ربيع العام الماضي، ودخل حيز التنفيذ في 30 يونيو /حزيران الماضي مع خطة الموازنة الجديدة.
كلام السيسي أتى خلال الاحتفال بعيد الشرطة 25 يناير/ كانون الثاني، الذي حضره بأكاديمية الشرطة، التي يزورها للمرة الثانية خلال 3 أشهر فقط.
ويعتبر هذا الانتقاد بمثابة أول صدام بين السيسي ومجلس النواب الذي يبدو أنه لم يشكل بالطريقة التي يريدها، خاصة وأن البرلمان أبدى ممانعة لبعض القوانين المهمة، كقانوني تنظيم الطعن على عقود الدولة، وتنظيم الثروة المعدنية. وأسقط قانون الخدمة المدنية الذي يتعامل معه السيسي، كحجر الزاوية بالنسبة لسياساته الحكومية بشأن التوظيف والهيكل اﻹداري للدولة.
ورغم إسقاط المجلس التشريعي للقانون، فإن السيسي تحدث بتحد واضح عن ضرورة تخفيض عدد الموظفين الحكوميين من 7 ملايين إلى مليون موظف فقط، مما يشير إلى إصراره على تمرير القانون بعد تعديله أو اللجوء لطرق أخرى، غير مكترث بالاعتراضات الشعبية والوظيفية ضد القانون الساقط منذ إصداره.
وأضاف "أنا لا أتدخل في عمل البرلمان، لكن عندما يعرض قانون للإصلاح ونواب الشعب لا يوافقون عليه، وأنتم تطالبوني بالإصلاح، فلا تنسوا أن للإصلاح ضريبة ومسؤولية، وأنتم حملتموني المسؤولية، وأنا قلت إني لن أستطيع ذلك بمفردي، ونحن عددنا 90 مليونا، وبيننا ناس تؤذينا".
كما أفرد السيسي جزءاً من كلمته للحديث عن الشأن التونسي والاضطرابات هناك، داعيا الشعب التونسي للحفاظ على بلده، وقال "الظروف اﻻقتصادية صعبة على كل دول العالم، أنا ﻻ أتدخل في شأن شعب آخر، لكني أقول وصية خير قد آخذ عنها أجرا يوم القيامة، ﻷني أوصي بالأمن والتعمير واﻻستقرار، وليس القتل والتخريب والشر".
وذكّر السيسي الحضور بطلبه التفويض الشعبي ضد اﻹرهاب في 24 يوليو/ تموز 2013، مضيفًاً "رأيتم حجم الشهداء الذين سقطوا، وأنا أقول للمصريين خلوا بالكم من بلادكم من أجل هذا الدم وهؤﻻء الشهداء، فهم سقطوا واستشهدوا لنعيش نحن".
واستغرق السيسي في اﻹشادة بقوات الشرطة لتصديها للعنف واﻹرهاب ومساعدتها للجيش، وأهمل بوضوح الشكاوى الشعبية من سوء المعاملة في اﻷقسام والسجون وحاﻻت التعذيب والوفاة واﻻختفاء القسري، مشيداً في المقابل بما وصفه "العمل الكبير لإدارة حقوق اﻹنسان بوزارة الداخلية، وبالشرطة النسائية". وأكّد أن الشرطة تبذل كل ما في وسعها لتأمين أرواح المواطنين.
اقرأ أيضا: مصر: فشلان برلمانيان للنظام يستدعيان الطوارئ لـ"ضبط" النواب