وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في بيان، أن الأمم المتحدة تعمل على تحضير القوافل لانطلاقها في أقرب فرصة، داعياً إلى إيصال المساعدات الإنسانية فوراً إلى جميع المناطق التي يصعب الوصول إليها والمحاصرة، وتيسير الإخلاء الآمن للمدنيين.
وأوضح البيان المنسوب ليعقوب الحلو، الممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سورية، وكيفين كنيدي، المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية حول المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها، أن "القانون الدولي الإنساني يحظر استهداف المدنيين، كما يحظر تجويع المدنيين كأداة للحرب"، داعياً إلى "إيصال المساعدات الإنسانية فوراً إلى جميع المناطق التي يصعب الوصول إليها والمحاصرة وتيسير الإخلاء الآمن للمدنيين".
وتلقت الأمم المتحدة، وفق البيان، تقارير موثوقة تفيد بأن الناس يموتون من الجوع ويتعرضون للقتل عند محاولتهم مغادرة مضايا التي يعيش فيها نحو 40 ألف شخص.
الائتلاف يطالب بمساعدات عبر الجو
ارتفاع عدد ضحايا الحصار لـ37 قتيلاً
وكان عدد ضحايا الحصار الذي يفرضه النظام السوري و"حزب الله" على مدينة مضايا، ارتفع إلى 37 قتيلاً.
وقالت نائبة رئيس الهيئة الإغاثية الموحدة في مضايا والزبداني، مؤمنة أبو مستو، لـ"العربي الجديد"، إن "عدد قتلى الجوع ارتفع خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية إلى 37 قتيلاً، بعدما فقدت طفلة، مساء أمس، حياتها بسبب نقص التغذية الشديد".
وأوضحت أن "سبعة أشخاص آخرين دخلوا، اليوم، مرحلة حرجة، حيث تقدم لهم الرعاية الطبية المقتصرة على تقديم سيروم ووجبة شوربة ساخنة فقط، لكن مع ازدياد حالات الجوع الشديد والإغماء، لم يعد ما نحصل عليه من تجار الحرب يكفي لإنقاذ حياة المدنيين الجياع".
وبحسب أبو مستو، فإن "الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد آخر في مضايا والزبداني، وإن أكثر من 40 ألف إنسان معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، دخلوا مرحلة الجوع، في حين يوجد العشرات من حالات سوء التغذية والجفاف، أصبحت بحاجة إلى رعاية طبية خاصة، ولم يعد تقديم وجبة غذائية عمادها الرز والعدس والماء، قادرة على إنقاذ حياتهم".
مع استمرار الحصار للشهر السادس على التوالي، وصلت أسعار المواد الغذائية في مضايا إلى أرقام لم تشهدها أي منطقة في سورية، طوال الخمس سنوات الماضية، طبقاً لنائبة رئيس الهيئة الإغاثية الموحدة في مضايا والزبداني.
وقد بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الرز أو البرغل أو العدس، وفق المصدر ذاته، 120 ألف ليرة (سعر صرف الدولار الواحد بحدود 390 ليرة سورية)، في حين بيع كيلوغرام القمح بـ80 ألف ليرة، في حين وصل سعر عبوة حليب الأطفال وزن 400 غرام إلى 55 ألف ليرة.
وأشارت أبو مستو إلى أن "تجار الأزمة يفرضون عليهم شراء كميات محدد وإلا لا يبيعونهم أي شيء".
كذلك، أكدت مصادر معارضة من مدينة مضايا، لـ"العربي الجديد"، أن "حزب الله والنظام يعرقلان دخول المساعدات الغذائية إلى مضايا والزبداني وبقين، في حين كان يجب أن تدخل المساعدات عقب خروج الجرحى من مضايا وكفريا والفوعة".
ولفتت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إلى عدم وجود "أسباب واضحة لهذا التأخير، على الرغم من وعود لجنة المصالحة وبعض الأطراف الأممية المتكررة بقرب موعد إدخال قافلة المساعدات إلى المدينة، كان آخرها اليوم الخميس، لكن لم تكتمل الموافقات، إذ يتطلب الأمر موافقة عدة جهات في النظام أمنية وعسكرية، وفي مقدمتها الفرقة الرابعة، إضافة إلى حزب الله".
وفي هذا السياق، وثّق "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، زراعة عناصر "حزب الله" وقوات النظام مئات الألغام في محيط المدينة، بالإضافة إلى فصلها عن المناطق القريبة منها بالأسلاك الشائكة والشباك المرتفعة، لمنع أي عملية تسلل من وإلى المدينة، التي يتواجد بها نحو 1200 حالة مرضية مزمنة، بالإضافة لوجود أكثر من 300 طفل يعانون من سوء تغذية وأمراض مختلفة.
يشار إلى أن العديد من الحملات تم إطلاقها، أخيراً، لفك الحصار عن مضايا، إضافة إلى مناشدات أهالي المدينة لمنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول الفاعلة في الأزمة السورية.
اقرأ أيضاً:مضايا السورية: إبادة بالجوع تحت أنظار العالم