ويأتي تسليم "المقاومة الجنوبية" المطار، بعد تعهّد السلطات والحكومة الشرعية باستيعاب عناصر "المقاومة" في أجهزة الأمن في عدن، فضلاً عن استيعاب كوادر لها في المطار. وجرى تسليم مطار عدن بحضور قيادات رفيعة المستوى في الدولة، في مقدمتها نائب رئيس الوزراء، وزير الداخلية، اللواء حسين عرب، ووزير النقل مراد الحالمي، ومحافظ عدن عيدروس الزبيدي، وبعض القيادات العسكرية والأمنية في المحافظة.
وعقب تسلمّ مطار عدن، تكون الحكومة الشرعية ممثّلة بقيادة محافظة عدن قد بسطت سلطتها على المنافذ السيادية في المحافظة، التي تتضمّن الموانئ البحرية الثلاثة، (كالتكس، والزيت، والمعلا)، فضلاً عن المنفذ الجوي الوحيد، وهو مطار عدن الدولي، بعدما استعادت المنافذ البرية. ويعدّ بسط سيطرة القوات الشرعية على هذه المنافذ، انتصاراً معنوياً ثالثاً لقيادة المحافظة الحالية والحكومة الشرعية، فضلاً عن الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي الذي يشرف بنفسه على سير الإجراءات الأمنيّة في عدن.
وجاء تسليم مطار عدن بطريقة سلسلة من دون أي مشاكل أو أحداث، كالتي حصلت في ميناء المعلا، فضلاً عن أن هناك أطرافاً كانت تغذّي وتتوقع عدم تسليم مطار عدن بهذه السهولة. وكانت أحداث ميناء المعلا فرضت نفسها على مطار عدن، ما دفع "المقاومة الجنوبية" التي كانت متمسكة بأمن المطار إلى تسليمه لقوات الأمن لتقوم بحمايته. ونشرت المنطقة العسكرية الرابعة وحدات عسكرية داخل المطار وبمحيطه وفي الموانئ الثلاثة المذكورة. ومن المتوقع أن يلي كل هذه الإجراءات، عمليات تنظيم الرحلات في المطار، لا سيما بعد إعلان شركات طيران عدّة عن نيتها بدء نقل مسافرين من وإلى مطار عدن، إلى عواصم عربية وعالمية عدّة، وخصوصاً أنّ المطار يعدّ ثاني أكبر المطارات في اليمن.
ووفق مصادر ملاحيّة، فإنّه خلال فترة قصيرة سيستعيد مطار عدن نشاطه الحيوي. وتشير هذه المصادر لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ هناك مشاريع استثمارية واستراتيجية في عدن، تترافق مع إعادة تفعيل دور المطار والموانئ الثلاثة. وتم إعداد خطط تنموية، وبدأت شركات أجنبية عدّة تتواصل مع الحكومة والسلطات اليمنيّة لتنفيذ مشاريع في عدن، كما أنه من المقرر أن تبدأ عملية استحداث مطار جديد في المحافظة، وفقاً للمصادر الملاحية ذاتها.
في غضون ذلك، تسلم محافظ لحج (جنوب اليمن)، ناصر الخبجي، منصبه بعد عملية استلام وتسليم جرت، أمس الخميس، بينه وبين المحافظ السابق أحمد مهدي فضيل، الذي لم يمضِ على تعيينه أشهر.
اقرأ أيضاً: "المقاومة الجنوبية" تسلّم مطار عدن لسلطات المحافظة
في سياق منفصل، شنّ طيران التحالف العربي غارات على مواقع مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في محافظات صنعاء، وصعدة، وإب، وتعز، والحديدة، فيما واصلت المليشيات قصف مناطق داخل مدينة تعز، ومريس، شمال الضالع. وشنّ طيران التحالف غارة على منطقة جربان عمد في مديرية سنحان (معقل الرئيس المخلوع)، كما قصفت الطائرات تبة الأمن السياسي ومديرية السبعين في العاصمة صنعاء.
وضربت بثلاث غارات مقر اللواء 72 في منطقة آل عمار في مديرية الصفراء في صعدة، فضلاً عن غارة على اللواء 131 في كتاف. واستهدف طيران التحالف تجمعات ومخازن للمليشيات في مديرية سحار، ومعسكر قيادة محور صعدة، في الوقت الذي استهدفت فيه الطائرات بثلاث غارات معسكر الدفاع الجوي في الحديدة غرب اليمن، إضافة إلى ثلاث غارات على تجمع للمليشيات في مديرية برع في الحديدة.
وفي تعز، شنّ طيران التحالف العربي، غارات مستهدفاً المليشيات المتمركزة في المدارس بالعمري، فضلاً عن غارات على المليشيات في الشريجة جنوب تعز، إضافة إلى استهداف لواء الحمزة في محافظة إب بخمس غارات، أثناء محاولة المليشيات إرسال تعزيزات إلى تعز وشمال الضالع. في المقابل، شنّت المليشيات قصفاً على قرى في منطقة مريس شمال الضالع، تزامناً مع مواجهات بين "المقاومة الشعبية" والمليشيات جنوب دمت.
على صعيد آخر، طالبت وزارة الخارجية اليمنية مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، روبرت كولفيل، مغادرة البلاد، أمس الخميس، لأنّه لم يعد مرغوباً به للعمل في مكتب المفوضية في العاصمة اليمنية صنعاء. وأكدت الحكومة اليمنية، أن مكتب المفوضية في صنعاء يتغاضى عن الجرائم التي ترتكبها مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح ضد المدنيين في مختلف المحافظات اليمنية. واتهم البيان مكتب المفوضية بإصدار بيانات تتماهى مع لغة الانقلابيين، وتتجنّب الوضع الكارثي وحالات الانتهاكات الممنهجة التي تقوم بها المليشيات من خلال القصف العشوائي المستمر، والحصار المفروض على مدينة تعز منذ أكثر من 8 أشهر، وسقوط العشرات من المواطنين بين قتيل وجريح بسبب الألغام التي زرعتها المليشيات في محافظات عدن، ولحج، والضالع، وتعز، والبيضاء، ومأرب، بحسب ما جاء في البيان.
اليمن: غارات متجددة..ومجلس الأمن يدعو لوقف دائم لإطلاق النار