ترددت على مدى الأيام القليلة الماضية أنباء متكررة عن توجه روسيا ومصر نحو مزيد من التعاون العسكري، بدءا من إجراء تدريبات عسكرية مشتركة، ووصولاً إلى ما نفاها الجانب المصري حول إقامة قاعدة جوية روسية في سيدي براني.
ومن المقرر أن تجري مصر وروسيا تدريبات "حماة الصداقة-2016" بمشاركة المظليين الروس في مصر، في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وبحسب وزارة الدفاع الروسية، فإن المظليين الروس سيستخدمون خلال التدريبات في مصر نظم المظلات الخاصة "أرباليت" في أول استخدام لها في ظروف مناخ الصحراء في القارة الأفريقية، بعد أن تم اختبارها في منطقة القطب الشمالي والمحيط المتجمد.
وأوضحت الوزارة، في بيان نشر على موقعها، أن هذه ستكون أول تدريبات دولية لوحدات المظليين الروس والمصريين تجري في أفريقيا.
إلى ذلك، أفادت صحيفة "إزفيستيا"، الثلاثاء، بأن روسيا ومصر تتفاوضان على إجراء تدريبات عسكرية مشتركة في ربيع عام 2017 بمشاركة حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف" وسفينتي "ميسترال" اللتين اشترتهما مصر من فرنسا.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في الأوساط السياسية الدبلوماسية قوله: "بعد إجراء تدريبات أكتوبر/تشرين الأول، تعتزم موسكو والقاهرة مواصلة التعاون في هذا المجال. هناك خطط لإجراء تدريبات مشتركة في ربيع 2017، وتجري مفاوضات بهذا الشأن حاليا، والجانبان مهتمان بذلك".
وأضاف المصدر: "ستكون العملية ذات طابع مكافحة الإرهاب. ستتدرب القوات المسلحة لروسيا الاتحادية مع العسكريين المصريين على صد هجوم العدو المحتمل بهدف احتجاز السفينة، وشن ضربات جوية مدققة".
وقبل المشاركة في التدريبات في مصر، ستتوجه "الأميرال كوزنيتسوف" إلى السواحل السورية ضمن مجموعة الأسطول البحري الحربي الروسي في أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ولكنها ستخضع للتحديث بعد تدريبات مصر.
وتضم "الأميرال كوزنيتسوف" طائرات حربية من طرازي "سوخوي-33" و"سوخوي-25" ومروحيات "كا-27" و"كا-29"، كما تجري اختبارات مقاتلات "ميغ-29كا" ومروحيات "كا-52كا".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أفادت "إزفيستيا" بأن روسيا تتفاوض مع مصر على استئجار مواقع عسكرية، بما في ذلك استعادة القاعدة السوفييتية في مدينة سيدي براني شمال غرب مصر، إلا أن المتحدث باسم الرئاسة المصرية، علاء يوسف، سارع لنفي ذلك.
ويندرج توجه روسيا نحو تعزيز تعاونها العسكري مع مصر ضمن استراتيجيتها الرامية إلى زيادة حضورها في المنطقة، منذ بدء عمليتها في سورية قبل أكثر من عام.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية، مطلع هذا الأسبوع، أن روسيا تعتزم تحويل نقطة الدعم المادي الفني للأسطول البحري الروسي في طرطوس إلى قاعدة بحرية دائمة.