ومع اقتراب موعد المعركة، تتمسّك فصائل مليشيات "الحشد الشعبي" المدعومة حكوميّاً ومن قبل إيران بالمشاركة، رغم رفض أهالي المحافظة، ولم تكتف تلك المليشيات بالمشاركة حتى بدأت تكشف عن أهدافها منها، إذ عدّت المعركة "معركة انتقام وثأر من قتلة الحسين"، الأمر الذي سيزيد من المخاوف من تلك الأهداف.
وقال زعيم مليشيا العصائب، وهي إحدى فصائل "الحشد"، قيس الخزعلي، في كلمة له بمحافظة بابل بذكرى العاشر من محرّم، إنّ "معركة الموصل وتحريرها من قبضة داعش بمثابة الانتقام والثأر من قتلة الحسين، لأنّ هؤلاء الأحفاد من أولئك الأجداد".
وأضاف أنّ "تحرير الموصل هو تمهيد لدولة العدل الإلهي"، مشدّداً "سنذهب إلى الموصل ونحرّرها ونبقى بها".
وحرّض أتباعه بالقول إنّ "الرئيس التركي رجب طب أردوغان يسعى لعدم السماح للحشد الشعبي بالمشاركة بمعركة الموصل"، مؤكدا "أردوغان ليس من حقه التدخل وتحديد مشاركة الحشد من عدمها". وأضاف: "نقول لتركيا أنتم متوهمون، ولن نقبل تجاوزكم على سيادة العراق".
من جهتها، ردّت النائبة السابقة عن محافظة نينوى، وصال سليم، على تصريحات الخزعلي، معتبرة أنّها "تصريحات تثير النعرات الطائفيّة وتؤزّم الموقف وتدفع باتجاه تأخير معركة الموصل".
وقالت سليم، خلال حديثها مع "العربي الجديد"، إنّ "أهالي الموصل مغلوب على أمرهم وهم تحت سيطرة وظلم تنظيم داعش، وينتظرون تحرير محافظتهم، لا ينتظرون عمليات ثأر وانتقام وما الى ذلك من محاولات تصعيدية طائفية"، مطالبة الحكومة ورئيسها بـ"لجم هكذا تصريحات وهكذا محاولات تبعث على عدم الطمأنينة من أهداف المعركة".
وأشارت إلى أنّ "أي جهة تعمل على تأخير معركة الموصل ورفع الظلم عن أهلها، هي بمثابة مشاركة لداعش وتعاون معه".
وعبّرت عن أسفها لـ"عدم قدرة الحكومة لأن تكون على قدر المسؤولية، وأن تسيطر على تصريحات الحشد وغيرهم، الأمر الذي يؤكد عدم قدرتها على السيطرة عليهم خلال المعركة".