وقال الناشط الإعلامي، من مخيم خان الشيح، ضياء عسود، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات النظام مدعومة بمليشيات حزب الله اللبناني، ودرع القلمون، وبغطاء جوي من الطيران الحربي، سيطرت على تلة الدفاع الجوي الاستراتيجية الواقعة بين مخيم خان الشيح وبلدة زاكية، في غوطة دمشق الغربية، بعد معارك عنيفة مع قوات المعارضة".
وأوضح أنّ "قوات النظام سيطرت، أيضاً، على مواقع أخرى في محيط خان الشيح، بالإضافة إلى كافة الطرق الواصلة إلى المخيم، لتفرض بهذه السيطرة حصاراً تاماً على سكان المخيم، تمهيداً لتجويعه وتهجير ساكنيه"، على حد قوله.
وأشار الناشط ذاته إلى أنّ "قوات النظام بدأت في هذه السياسة منذ نحو ثلاثين يوماً، وكانت خلالها تقصف المنطقة بكافة أنواع الأسلحة، حتى المحرمة دولياً منها".
كما لفت إلى أنّ "هذه الاستراتيجية نفّذتها قوات النظام في داريا ومعضمية الشام، بعد تهجير آلاف المقاتلين وعائلاتهم باتجاه الشمال السوري، وستطبّقها لاحقاً في خان الشيح، بعد حملة تجويع وقصف شديدين".
ويقع مخيم خان الشيح على بعد 27 كيلومتراً إلى الغرب من العاصمة دمشق. وقد وفدت الدفعات الأولى من اللاجئين الفلسطينيين إلى تلك المنطقة بعد نكبة 1948، وكان يقيم في المخيم قبل انطلاق الثورة السورية نحو 25 ألف شخص، جلهم من الفلسطينيين.
وبعد الثورة السورية، شهدت المناطق القريبة منه، مثل المعضمية، وداريا، وزاكية، تظاهرات مناوئة للنظام، لكن المخيم نفسه ظل بمنأى عن ذلك. ومع التحول إلى العسكرة في الثورة، استقبل المخيم نازحين من المناطق المجاورة، ومن التجمعات الفلسطينية التي شهدت قصفاً وعمليات قتال، مثل اليرموك، والسبينة، والحجر الأسود.
وعلى الرغم من هذا الدور الإنساني للمخيم، فقد دخلته قوات النظام عبر نصب حاجز وتمركز دبابات وجنود وسط شارعه الرئيسي، فيما كانت بعض المناطق المجاورة تشهد بدايات لنشاط عسكري لقوى المعارضة.