واعتبر ترامب أنّ سبب مقاومة "داعش" للهجوم الذي تشنّه القوات العراقية، يعود إلى فشل التكتيك العسكري المتبع، وغياب عنصر المفاجأة، معرباً عن سخريته من إعلان القيادة العسكرية الأميركية والعراقية مُسبقاً عن الهجوم على الموصل، وإعطاء مهلة أشهر عدّة لمسلحي التنظيم لتحصين مواقعهم والاستعداد للمواجهة.
في المقابل، ردت مصادر في "البنتاغون" على انتقادات ترامب، موضحة أن "التكتيك العسكري المعتمد في الهجوم على الموصل يأخذ في الاعتبار وجود أكثر من مليون مدني في المنطقة، كما يترك المجال لفرار عناصر (داعش) وتجنيب المدينة معارك طاحنة".
وخلال حملته الانتخابية، وجّه مرشح الحزب الجمهوري انتقادات متكررة للمؤسسة العسكرية الأميركية، وهو يؤكد في تصريحاته أن لديه خططا عسكرية سرية للقضاء على "داعش" بشكل سريع، وأنه يعرف عن التنظيم أكثر مما يعرفه جنرالات الجيش الأميركي.
ولا تحظى مواقف ترامب في شؤون السياسة الخارجية والأمن القومي الأميركي أي تعاطف في الأوساط العسكرية والأمنية الأميركية، وتعتبر دعوته إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وإلى إعادة النظر بالدور الأميركي في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والتخلي عن حماية الحلفاء في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط؛ تصريحات تهدد الأمن القومي الأميركي وتضر بمصالح الولايات المتحدة الدولية.
كما ينظر العسكريون في الولايات المتحدة بعين الريبة إلى العلاقة بين المرشح الجمهوري للرئاسة والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خصوصاً مع تزايد احتمالات المواجهة العسكرية الأميركية الروسية في سورية، وكذلك الحرب الإلكترونية التي تشنها الاستخبارات الروسية على الولايات المتحدة وتعرض مؤسسات حكومية وحزبية أميركية لعمليات قرصنة إلكترونية بهدف التأثير في الانتخابات الرئاسية لصالح ترامب.
في المقابل، تعتبر مرشحة الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، أن انتقادات ترامب المستمرة للمؤسسة العسكرية الأميركية وإساءاته لكبار الجنرالات، دليل قاطع على عدم أهليته لمنصب الرئاسة. كما تبرز حملتها الانتخابية السجال بين المرشح الجمهوري وعائلة الجندي الأميركي المسلم، همايوني خان، الذي قتل خلال حرب العراق.