وأوضح النائب عن ائتلاف الوطنية، عبد الكريم عبطان، اليوم الإثنين، لـ"العربي الجديد"، أنّ "العراق اليوم يعيش أجواء حرب ومعارك مستمرّة، وأن عددا من المحافظات لا يسكنها أهلها النازحون، ولا يمكن استقرار أمورها خلال فترة قصيرة. هذا الأمر الذي يجعل من الظرف غير مناسب لإجراء أي انتخابات". وبيّن أنّ "الانتخابات تحتاج إلى أجواء سلم وهدوء واستقرار لتتاح الفرصة المناسبة للناخبين باختيار مرشحيهم".
ولفت عبطان إلى أنّ ائتلافه "يسعى اليوم إلى التنسيق مع الكتل السياسية الأخرى لتأجيل موعد انتخابات مجالس المحافظات وإجرائها في يوم واحد مع الانتخابات البرلمانية، بعد أن يتهيأ الظرف المناسب لإجرائها". وأضاف أنّ الائتلاف "تحدث إلى العديد من الكتل السياسية بذلك، وغالبيتها تفهّمت الظرف الحالي واستجابت لمطلب التأجيل، كما استجاب رئيس الجمهورية فؤاد معصوم لذلك".
ولفت إلى أنّ كتلته "تسعى لأن تشكّل لجنة قضائيّة من قضاة مستقلين ومشهود لهم بالنزاهة، للإشراف على الانتخابات بالتنسيق مع الجانب الأممي، لكي تعكس صورة نزيهة للانتخابات العراقية وتوفّر أجواء ديمقراطية للمواطنين، وترصد وتمنع أي محاولات للتلاعب أو التزوير قد تحدث".
ورجّح "نجاح مساعي كتلته، وتأجيل الانتخابات إلى أن تستقر الأمور في المحافظات العراقية، خدمة للصالح العام".
يأتي ذلك، في وقت كشفت فيه مصادر لـ"العربي الجديد"، وجود جهود تقوم بها كتل سياسية متنفذة، وجماعات مسلحة مرتبطة بها، للدفع باتجاه إقرار قانون جديد للانتخابات، يختلف اسمياً عن القوانين السابقة، لكنه يتفق معها في المضمون والنتائج. بينما حذّر مراقبون من خطورة استحواذ الكتل السياسية الكبيرة على قانون الانتخابات، والتسبب في بقاء الفاسدين بالسلطة، ومنح الفرصة للمليشيات للوصول إلى الحكومة والبرلمان.
من جانبه، قال القيادي في التيار المدني العراقي حسن الصفار لـ"العربي الجديد"، إن "إجراء انتخابات تحت السلاح لن يكون ناجحاً وستكون العملية أشبه ما يكون انقلاب من خلال الصناديق في عدد من محافظات البلاد خصوصا ديالى وصلاح الدين ونينوى".
وأضاف الصفار أن"المليشيات ستكون إحدى القوى المكلفة بحماية المراكز، وهذا سبب كاف للتأكد من أنها لن تكون نزيهة"، وفقاً لقوله.