المعارضة السورية تنتقد مجلس الأمن.. والزعبي يتهمه بـ"دعم الأقوياء"

09 أكتوبر 2016
الزعبي: المفاجأة أن تصوت دول عربية لقتل السوريين (الأناضول)
+ الخط -

عبرت المعارضة السورية عن استيائها من فشل مجلس الأمن الدولي في اتخاذ قرار يضع حدا للقتل العشوائي في حلب السورية، بسبب "الفيتو" الروسي ضد مشروع القرار الفرنسي، ومحاولة الروس تمرير قرار يصبّ في مصلحة النظام وينشط تفاهمهم مع الأميركيين، واعتبرت ما حدث "تعبيرا واضحا عن ضعف المجتمع الدولي، وتجليّا للصراعات الدولية على أرض سورية".

وقال رئيس وفد التفاوض التابع لـ"هيئة المفاوضات العليا"، أسعد الزعبي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الثورة السورية أظهرت تخلف وضعف وهزالة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن، وكشفت كل الأقنعة، وأزالت كل أوراق التوت عن عوراتهم، وظهر جليا أن العالم ليس بحاجة إلى مجلس أمن يدعم الأقوياء أو الدول العظمى"

وأضاف الزعبي أن "مهزلة أمس أكدت أن كل طرف يستخدم الـ"فيتو" ويرفض ويقبل ما يتوافق مع مصالحه، والأكثر مفاجأة أن هناك دولا عربية، وتحسب على الجامعة العربية، تصوت لصالح قتل الشعب العربي في سورية".



وأوضح أنه "لا يوجد أي حل سياسي، ومنذ البداية ظهر هذا الأمر واضحا، إلا في حال تم تدمير النظام بتوجيه ضربات إليه تقضي على كل قواته. اليوم لا يمكن أن يكون هناك أي حل سياسي، لأن النظام باع سورية لروسيا، مقابل إعادة المدن والأراضي لجغرافيتها. وفي حال قبول الحل السياسي، ما الذي يمكن لـ(رئيس النظام السوري) بشار الأسد إعطاؤه ثمنا لروسية".

ولفت الزعبي إلى أن "الهيئة العليا مجتمعه حاليا في الرياض، والغاية دراسة آخر ما وصلت إليه المفاوضات، وبالتالي دراسة حالة الحل السياسي"، مشددا على أن "الأمور كانت تتجه للتصعيد محليا في المجال العسكري، وإقليميا ودوليا في المجال السياسي، أما اليوم فنحن أمام تهور وتدهور عسكري وسياسي في المجال المحلي والإقليمي والدولي".

وحول مبادرة المبعوث الدولي الخاص، ستيفان دي ميستورا، الخاصة بحلب، قال إن "الأفضل لهذا الرجل، الذي وضع نفسه منذ البداية في صف إيران والنظام، ثم أصبح ألعوبة بيد روسيا، أن يتحدث عن عجزه في تقديم علبة حليب لداريا، بدل إعطاء ضمان للنصرة للانسحاب وهو لا يقدر على ضمان نفسه".

من جانبه، قال عضو "لجنة مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية"، جهاد مقدسي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "ما حصل في مجلس الأمن هو انعكاس واضح وصريح لما يحصل على الأرض السورية، أي أنه اشتباك سياسي للقوى الدولية، أو بالأحرى للمعسكرين الداعمين للسلطة والمعارضة".

وتابع مقدسي: "طبيعي أن يؤدي الاستعصاء وغياب التفاهمات إلى تصعيد على الأرض، والخاسر هو الشعب السوري الذي تحول إلى وقود للتناحر الدولي والإقليمي على بلادنا"، موضحا أن "دور المعارضة، في ظل هذه الأزمة، صار مشلولا، لأن غياب التفاهمات والتوجه نحو التصعيد سيعني عودة أحلام الانتصار العسكري من طرف على طرف، وبالتالي استمرار الصراع على حساب الدم السوري".

وتابع: "القراران الدوليان المطروحان اللذان تم استخدام "الفيتو" ضدهما ليسا سيئين بالمطلق، لأن كليهما تعاطى إيجابياً مع موضوع فتح المجال أمام المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة. المشكلة كانت تكمن في أن الفرنسي يودّ فرض حظر للطيران ( بعيداً عن التوافقات الأميركية الروسية)، بينما الروسي يريد إحياء التفاهمات مع أميركا أولاً قبل أي شيء. لذلك تمنينا لو تم جمع القرارين بقرار واحد يكون نتيجة لتوافقات روسية أميركية، بدل حال الكيد بين الطرفين التي ندفع ثمنها كسوريين".

وأعرب المتحدث عن اعتقاده بأن "الأميركي يود التفاهم مع الروس، لكن بشرط ألا يعني هذا التفاهم إعادة إنتاج ذات المنظومة السياسية، وأزعم بأن الروسي يود تغييرا وشاملا، لكن عبر الاستمرارية، وهي اتباع الخطوات المذكورة في القرار 2254، أي تعديلات دستورية ثم انتخابات برلمانية فرئاسية، وكل ما هو غير مذكور بالقرارات الدولية لا يهمهم ولن يمشوا به".

من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لـ"لواء المعتصم"، مصطفى سيجري، في حديث مع "العربي الجديد": "طبعا روسيا كانت قد حسمت أمرها منذ زمن بالوقوف إلى جانب رأس الإرهاب في المنطقة، ولم تكتف بذلك، بل أصبحت شريكا في القتل والإجرام بشكل مباشر، ومثل هذا "الفيتو" المتكرر منذ سنوات هو أمر متوقع وطبيعي، ولكن غير طبيعي أن يكون الروس اليوم هم من يترأس مجلس الأمن الدولي، وهم من يقود عمليات القتل والإجرام المباشر بحق الشعب السوري والمدنيين العزل".

وأعرب عن قناعته بأنه "من المؤكد أن إصرار روسيا على الاستمرار في التصعيد العسكري على الأرض يعني انهيارا كاملا لأي عملية سياسية، والمشهد الحالي يؤكد أننا أمام مرحلة ساخنة عنوانها العريض المزيد من الإجرام بحق الشعب السوري، أمام سكوت العالم".