وكشف موقع صحيفة "هارتس"، اليوم الأربعاء، النقاب عن أنه ـ ولأول مرة في تاريخ العلاقات بين الجانبين- أجرى سلاحا الجو الإسرائيلي والفرنسي، خلال الأسبوعين الماضيين، مناورة مشتركة في الأجواء الفرنسية.
ونوّه الموقع إلى أن المناورة التي أجريت في جزيرة "كورسيكا" الفرنسية، تضمنت تدريبات مشتركة على مواجهات جوية بواسطة طائرات نفاثة، مبيّناً أن "طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي شاركت في المناورة كانت من طراز "إف 15"، في حين مثّل سلاح الجو الفرنسي طائرات من طراز "رفال".
ولفت "هآرتس"، إلى أن كلاً من فرنسا وإسرائيل حاولتا التستر على إجراء المناورة وجعلها في إطار من السرية، مشيراً إلى أن "عددا من هواة الطيران تمكنوا من تصوير طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في السماء الفرنسية، مما أدى إلى الكشف عن تفاصيل المناورة".
وحسب الموقع، فإن الطائرات الإسرائيلية النفاثة التي شاركت في المناورة تنتمي إلى سرب "رأس الحربة"، والتي تتخذ من قاعدة "تل نوف" الجوية وسط إسرائيل مقرا لها، مضيفاً أن "التعاون بين سلاحي الجو في فرنسا وإسرائيل قديم".
وتابع أن "السلاحين يتعاونان في تنظيم دوريات مشتركة فوق البحر الأبيض المتوسط"، مشيراً إلى أن "سرب الطيران في سلاح الجو الإسرائيلي المسؤول عن التمشيط الجوي للبحر والذي يطلق عليه "عطلاف" يتعاطى مع نظيره الفرنسي كـ"شقيق"، وهو ما يمثل إشارة إلى كثافة التعاون بين السربين".
وذكر الموقع أن "السربين نفذا، مطلع العام الجاري، مناورة مشتركة في أجواء البحر الأبيض، تضمنت تدريبات على تنفيذ عمليات إنقاذ ومواجهة عمليات تسلل للمياه الإقليمية لكل من فرنسا وإسرائيل".
ونوهت الصحيفة إلى أن "قائد سلاح الجو الفرنسي، الجنرال دنيس مرسيا، زار إسرائيل قبل عامين، وتجول في قواعد سلاح الجو الإسرائيلي، وشارك شخصيا في طلعة نفذت بواسطة طائرة "إف 15 أي"، انطلقت من قاعدة "حتسريم".
وحسب الصحيفة، فقد اتفق مرسيا مع نظيره الإسرائيلي، أمير إيشل، على تعزيز التعاون بين سلاحي الجو، مشيرة إلى أن "المناورة المشتركة التي نفذت في سماء فرنسا جاءت نتاج الاتفاق بين القائدين".
ويشار إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي كثف، في الأعوام الخمسة الماضية، من مشاركاته في مناورات مع أسلحة جو أجنبية، حيث شارك مؤخرا في المناورة الدولية التي أجريت في الولايات المتحدة والتي أطلق عليها "راد بلاج"، والتي شاركت فيها 8 دول، من بينها باكستان والإمارات العربية المتحدة.
ويأتي التعاون بين سلاحي الجو ضمن دائرة تعاون عسكري وأمني شامل، حيث تحافظ تل أبيب وباريس على تعاون استخباري وثيق في مواجهة ما يوصف بـ"الإسلام المتطرف".
وقد كشفت صحيفة "ميكور ريشون"، مؤخرا، النقاب عن أن كلا من جهاز المخابرات للمهام الخاصة (الموساد) وجهاز المخابرات الداخلية (الشاباك) يقدمان مساعدات للأجهزة الاستخبارية والأمنية الفرنسية، لتحسين قدرتها على مواجهة الجماعات الجهادية التي تعمل داخل فرنسا والتي كانت مسؤولة عن تنفيذ عدد من عمليات التفجير، التي أسفرت عن مقتل المئات من الفرنسيين.
وحسب الصحيفة، فإن عملاء من "الموساد" و"الشاباك" توجهوا إلى باريس لإطلاع نظرائهم الفرنسيين على "خبراتهم" في المجال الأمني والاستخباري.
وبيّنت أن التوتر بين المستويات السياسية في تل أبيب وباريس بسبب المبادرة الفرنسية لا يؤثر بالمطلق على طابع العلاقات الأمنية والاستخبارية.
وقد ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية بعيد التفجيرات التي ضربت فرنسا أن ممثلي جهاز المخابرات الخارجية الفرنسية "DGSE" يقومون في أوقات متقاربة بزيارة إسرائيل، والتباحث مع ممثلي أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية المختلفة حول سبل مواجهة "الإرهاب".