تحصينات إسرائيلية في البلدات الحدودية الشمالية لمواجهة "حزب الله"

تُواصل الصحف الإسرائيلية، من حين إلى آخر، نشر تقارير حول استعداد جيش الاحتلال لمواجهة حالة اندلاع مواجهة عسكرية مع "حزب الله" اللبناني، أو محاولة الحزب تنفيذ عملية داخل الحدود الإسرائيلية.

وفي هذا الإطار، نشرت صحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، تقريراً لمراسلها العسكري عاموس هرئيل، جدد فيه القول إنّ التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أنّ "حزب الله" غير معني في المرحلة الحالية بمواجهة عسكرية مع إسرائيل، ولكن وفي الوقت ذاته، فإنّ جيش الاحتلال يواصل استعداداته تحسباً لنشوب مواجهة عسكرية سواء نتيجة لخطة مسبقة، أم كتحصيل حاصل لردّ فعل إسرائيلي على عملية حدودية أو اشتباك موضعي على الحدود مع "حزب الله".

وأشار هرئيل، إلى الخطوات الإسرائيلية الجديدة، إلى جانب ما سبق، مع نشر خطط منظمة مثلاً لإخلاء سكان المستوطنات الحدودية، كاشفاً في هذا السياق، أنّ الجيش الإسرائيلي، ووفق تعليمات قائد المنطقة الشمالية للجيش نائب رئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي، قد قاد خطة لبناء تحصينات في البلدات الحدودية.

كما لفت إلى أنّ جيش الاحتلال، قام بتثبيت عراقيل هدفها إعاقة تقدّم قوات أو خلايا لـ "حزب الله" باتجاه البلدات الحدودية، لتنفيذ سيناريو يتعلّق بمحاولة احتلال بلدات وراء الحدود، ولو لبعض الوقت، وأخذ أسرى من الجيش، وربما أيضاً من المستوطنين.

وسبق أن كشفت الصحف الإسرائيلية، قبل عدة أشهر، عن قيام جيش الاحتلال، منذ الصيف الماضي، بعمليات لتجريف الأحراش في السفوح الحدودية مع لبنان، ووضع صخور كبيرة لمنع تحرّك سيارات جيب باتجاه الحدود.

كما سبق وكشفت صحف إسرائيلية، عن خطط لإخلاء عشرات آلاف سكان المستوطنات الحدودية، ونقلهم في حال اندلاع حرب ومواجهة عسكرية، إلى بلدات في وسط إسرائيل أو في منطقة بحيرة طبريا.

ولفتت "هآرتس" في تقريرها، اليوم الجمعة، إلى أنّ الحديث يدور عن نحو 78 ألف إسرائيلي، يعيشون في البلدات الحدودية مع لبنان.

وفي هذا السياق، أشار التقرير إلى أنّ تقديرات إسرائيلية لا تستبعد أن ينسخ "حزب الله" تجربة "حماس" في العدوان الأخير على قطاع غزة، بعدم الاكتفاء بإمطار إسرائيل بصواريخ تصل العمق الإسرائيلي، لإحداث ضربة معنوية في الحرب النفسية مع إسرائيل، وإنّما أيضاً استخدم قذائف الهاون ذات المدى القصير، والتي ألحقت خلال العدوان على غزة، أضراراً وخسائر كبيرة بالمستوطنات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع.

وأشارت الصحيفة إلى وجود 22 بلدة لا تبعد أكثر من 1-2 كلم عن الحدود اللبنانية، مما يضعها في مرمى القذائف.