قال مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير ماثيو رايكروفت، إن بلاده تجري حاليا مشاورات مع أعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن مشروع قرار يتعلق باليمن. وأكد أن لندن تعتزم طرح مشروع القرار على طاولة المجلس خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأكد السفير البريطاني في تصريحات للصحافيين، أمس الثلاثاء، بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، أن مشروع القرار يحتوي على أربع نقاط أساسية تتعلق بوقف الأعمال العدائية، ودعم خارطة السلام التي اقترحها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ووصول المساعدات الإنسانية لكافة المناطق داخل البلاد، والتحقيق في جميع المزاعم الخاصة بارتكاب أطراف الصراع انتهاكات للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.
وأعرب عن أمله في أن يحظى مشروع القرار بدعم كل أعضاء مجلس الأمن البالغ عددهم 15. وأضاف "نحن نعمل مع شركائنا بشكل وثيق بشأن مشروع القرار، وسنطرحه على طاولة المجلس في الأيام المقبلة (لم يحدد موعداً)، ويضم 4 عناصر أساسية، وآمل أن يوافق جميع أعضاء المجلس على تلك النقاط الأربع".
وعقد مجلس الأمن، الاثنين الماضي، جلسة خاصة حول الوضع في اليمن، جاءت أهميتها من كونها الأولى بعد إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن، للمرة الأولى منذ ما يزيد عن عام ونصف العام، عن تقديمه خطة مكتوبة تمثّل خارطة طريق لحل سلمي في البلاد.
كما أنها الأولى بعد تحولات محورية كان أبرزها استهداف مجلس عزاء في صنعاء في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقبل ذلك قرار الحكومة بنقل مقر البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن، وما ترافق معه وفي أعقابه من أزمة اقتصادية هي الأسوأ على الإطلاق، تمثلت بعجز المؤسسات الحكومية التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم عن دفع رواتب الموظفين منذ أكثر من شهرين.
وحاول المبعوث الأممي، الذي يواجه بين الحين والآخر انتقادات من الطرفين (الانقلابيون والشرعية)، أن يُظهر أكبر قدر من التوازن. وأكد، خلال الجلسة، أن "تصرفات الأطراف على الأرض تخالف الالتزامات التي قدّموها مسبقاً بالانخراط الكامل وبشكل بنّاء مع مسار السلام"، كما أكد أن الهدنة التي جرى إقرارها لمدة 72 ساعة تعرضت لخروقات من الطرفين.
من جهته، قال مندوب اليمن الدائم لدى مجلس الأمن، خالد اليماني، أمام المجلس، إن "أي أفكار لا تؤدي إلى وضع نهاية للانقلاب والانسحاب من كافة المدن ومؤسسات الدولة وتسليم الأسلحة والصواريخ، إنما تشكل تماهياً مع المليشيات وقبولاً بمنطق الاٍرهاب".
واعتبر أن "السلام المستدام لن يتحقق بمكافأة الانقلابيين على انقلابهم وتسليمهم السلطة على طبق من ذهب، ولن يتحقق بإبقاء غالبية السلاح بيد المليشيات وإبقائها تحتل المحافظات والمدن والقرى اليمنية تحت حجة تجزئة الحل، في الوقت الذي تتم المطالبة بإنهاء الشرعية وتسليم الحكومة للانقلابيين".