وغابت الحدود بين مناصب الرئيس محمود عباس المختلفة، بين كونه رئيساً لحركة "فتح" ورئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية، في الخطاب، حيث تنقل ما بين الفتحاوي والسلطة، في استعراض الواقع والخطط المستقبلية.
وشدد الرئيس عباس في خطاب مطول أمام المشاركين بمؤتمر فتح السابع، على: "التمسك بالسلام العادل والشامل كخيار استراتيجي، على أساس حل الدولتين والتأكيد على أن سلامنا لن يكون استسلاماً أو بأي ثمن، والحفاظ على ثوابتنا الوطنية، والتي تشمل: إنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، والذي بدأ عام 1967، واعتبار عام 2017 عام إنهاء الاحتلال والعمل على حشد دعم العالم أجمع لتحقيق هذا الهدف".
وقدم الرئيس أبو مازن رؤية حركة "فتح" على الصعيد السياسي الفلسطيني الداخلي، وعلى صعيد العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، والصعيد العربي والدولي. وأكد أكثر من مرة وفي أكثر من سياق على رفضه أي تدخل عربي في الشأن الفلسطيني، مع تأكيده على عدم تدخل الفلسطينيين بالشؤون العربية الداخلية.
وقال: "فتح لم ولن تتخلى عن مبادئها وهويتها وقرارها المستقل وستواصل حلمها نحو الدولة"، مشدداً على "تمسك القيادة الفلسطينية بالثوابت المقرة من المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988".
وتابع: "أتحدى إن كنا قد تراجعنا عن ثابت واحد، كل من يريد أن يتحدث عن الثوابت عليه أن يعيد قراءتها ويحاسبنا بعد ذلك، سنحافظ عليها بكل قوتنا حتى تتحقق أو نموت دونها".
وفي أول تصريح له حول الربيع العربي قال: "أنا ضد ما يطلق عليه الربيع العربي، لا هو ربيع ولا هو عربي، لقد أرسل إلينا من أجل إعادة سايكس بيكو جديدة في العالم العربي".
ووجه الرئيس أبو مازن نداء إلى حركة حماس بإنهاء الانقسام عبر صناديق الاقتراع، وقال: "لازم نكمل المصالحة وما في طريق ثانية غير المصالحة بيننا وبين أخوتنا في حماس، المصالحة على أساس الانتخابات ومن يحصل على أصوات الشعب يستلم البلد، أي انتخابات رئاسية وتشريعية والمجلس الوطني".
وتابع: "إذا أرادوا وأحبوا أي حركة حماس أن نمهد لذلك بحكومة وحدة وطنية فيها كل التنظيمات، وإذا رفضوا هذا التمهيد، فلنذهب للانتخابات، ونحن مشهود لنا بالشفافية وعدم
التزوير".
وأكد: "نحن جاهزون للانتخابات، ولا عنا حكم وراثي ولا حكم الحزب الواحد، لدينا صندوق الاقتراع ومن يقرر الشعب سيستلم البلد".
وقدم الرئيس أبو مازن الشكر لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، على رسالته في مؤتمر فتح، لما تضمنته من روح طيبة، وقال: "وإنشاء الله نبني عليها من أجل الوصول إلى المصالحة".
وجدد أبو مازن تأكيده على الذهاب إلى مجلس الأمن من أجل الحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطين، ودعمه للمبادرة الفرنسية والمشاركة في المؤتمر الدولي الذي أعلنت فرنسا عقده قبل نهاية العام الجاري.
ولفت إلى فتح حوار مع الحكومة البريطانية بهدف تقديم اعتذار عن وعد بلفور المشؤوم الذي جعل فلسطين وطناً قومياً لليهود، وقال: "أولا نريد اعتذار.. وسنتكلم بما نريد لاحقا".
وأكد ترسيخ وتعزيز المقاومة الشعبية السلمية وتطويرها في المجالات كافة، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني على الأرض وخاصة في القدس والأغوار والمناطق المسماة "ج"، ومقاطعة منظومة الاستيطان بكل إفرازاتها.
ووجه أبو مازن لوما علنياً أمام الكاميرات للقيادة الفلسطينية التي لا تشارك في المقاومة السلمية، قائلا: "ما حدا بطلع بالمقاومة السلمية.. طيب اطلعوا ما حدا بيطلع.. حقنا لازم نمارسه".
واستعرض الخطوات التي قامت بها القيادة الفلسطينية لترسيخ الوجود الفلسطيني منذ أوسلو
وسلسلة الخطوات القانونية والدبلوماسية التي تقوم بها في المحافل الدولية لإنهاء الاحتلال.
وقال عباس: "نمشي خطوة خطوة ونبني طوبة طوبة، ومن يستطيع أن يعمل كل هذا مرة واحدة (نوك أوت)، فليعمله"، في إشارة لمنتقديه.
ووجه الرئيس عباس تحذيراً واضحاً لكل ضالع بالفلتان الأمني، قائلا: "لن أسمح بالفلتان الأمني، ومن سيلعب بالأمن سأقطع يده، وسأحارب الفلتان بكل الوسائل".
وقال الرئيس الفلسطيني إن "اعترافنا بدولة إسرائيل ليس مجانياً، ويجب أن يقابله اعتراف مماثل، ونؤكد أن الدول التي تعترف بحل الدولتين عليها أن تعترف بالدولتين وليس بدولة واحدة".
وتابع: "إسرائيل أوصلتنا إلى قناعة بأنها غير جادة في أية عملية سياسية تتم من خلال مفاوضات ثنائية ومباشرة، معها".
وجدد عباس تأكيده بعدم القبول بالحلول الانتقالية وبالدولة ذات الحدود المؤقتة، وبمقترح الاعتراف بالدولة اليهودية، مشددا على أن تطبيق مبادرة السلام العربية يجب أن يتم دون تعديل، وأن السلام لا يمكن أن يعم المنطقة دون حل للقضية الفلسطينية أولاً.
وحول مدينة القدس، جدد الرئيس الموقف بأن القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، وقال: "نريدها أن تكون مفتوحة للعبادة لأتباع الديانات السماوية الثلاث".