أثارت الهجمات المتعاقبة التي شنّها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على بلدات في محافظة صلاح الدين المرتبطة حدوديا مع الموصل، مخاوف كبيرة من استغلال التنظيم الثغرات الأمنية وإرباك المشهد في المحافظة، مُلقين اللوم على رئيس الحكومة، حيدر العبادي، والقادة الأمنيين، لعدم تحصين المحافظة.
وقال المتحدّث باسم مجلس عشائر تكريت، الشيخ مروان جبارة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تنظيم داعش شنّ، أول من أمس، هجوما على الساحل الأيسر لبلدة الشرقاط وقتل عددا من المدنيين بينهم شيوخ من عشائر شمّر". وأضاف أنّ "هذا الهجوم وهجمات اليوم على تكريت وسامراء تثبت أنّ التنظيم يسعى إلى إرباك المشهد الأمني في محافظة صلاح الدين، وصُنعِ نصر وهمي له يثبّت من خلاله معنويات مقاتليه في الموصل".
وأكد أنّ "مقاتلي العشائر يصدّون يوميا هجمات ينفذها داعش من بلدة الحويجة التابعة لكركوك، والتي باتت تشكّل خطرا كبيرا على محافظة صلاح الدين".
ولفت إلى أنّ "هذه الهجمات تؤشر إلى وجود خلل أمني وضعف في أداء الأجهزة الأمنية المسؤولة عن أمن محافظة صلاح الدين، ويجب عليها تحمّل مسؤوليتها، وتجب محاسبتها على هذا الخرق". وبيّن أنّ "المحافظة تشهد تداخلا بالقطعات الأمنية المسؤولة عن ملف المحافظة، بكل صنوفها كشرطة محلية واتحادية وجيش وحشد شعبي وغيرها من المسميات، والتي تسببت في تعدد مراكز القيادة، ما أعطى داعش ثغرة أمنية دخل من خلالها".
يضاف إلى ذلك، بقاء الساحل الأيسر من بلدة الشرقاط بيد تنظيم داعش، ما منح التنظيم فرصة وثغرات أمنية استطاع استغلالها اليوم، وفقاً للمتحدث ذاته، وقد يستغلها مستقبلا لتنفيذ هجماته داخل المحافظة"، داعيا القيادات الأمنية إلى "اتخاذ إجراءات أمنية ووضع خطط كفيلة تحول دون إمكانية داعش اختراق المحافظة".
من جهتها، حذّرت النائبة عن محافظة صلاح الدين، أمل مرعي، من "استمرار تنفيذ داعش هجماته داخل المحافظة".
وقالت مرعي، خلال حديثها لـ"العربي الجديد"، إنّه "سبق وحذرنا من عدم اكتمال تحرير ساحل الشرقاط الأيسر والحويجة وخطورتها على المحافظة، لكن القيادة ورئيس الحكومة يتحملون مسؤولية هذا الخرق الأمني والثغرات التي تمنح داعش فرصة شن هجماته التي توقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين".
وحذرت من "خطورة عدم تحصين المحافظة وسد تلك الثغرات، ما قد يمنح داعش فرصة استمرار شن الهجمات على المحافظة".
بدوره، رأى الخبير الأمني عبد الستار الفراجي، أنّ "المحافظة بحاجة إلى وضع خطة عاجلة تحصّن المحافظة وتمنع داعش من فتح جبهة جديدة فيها".
وقال الفراجي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "القيادات الأمنية ركّزت على تحصين بلدة سامراء أكثر من تركيزها على تحصين المحافظة لما لها من قيمة دينية، ومع ذلك تم استهدافها"، مستدركا بالقول "يجب على القائمين على الملف الأمني أن يحصنوا حدود المحافظة من جهات الشرقاط والحويجة وجبال مكحول، وتسليم الملف الأمني الداخلي لأهالي المناطق". وأشار إلى "ضرورة معالجة الثغرات بشكل عاجل وعدم تركها تتفاقم وتصعب السيطرة عليها".
وسجلّت محافظة صلاح الدين اليوم تفجيرات عدة في تكريت وسامراء، أوقعت عشرات القتلى والجرحى.