بعد قرابة 70 يوماً على بدء العمليات العسكرية التي أطلقتها السلطات العراقية بدعم من التحالف الدولي لاستعادة مدينة الموصل من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، كشف مسؤول عراقي رفيع لـ"العربي الجديد"، أن "الحكومة كانت تأمل انسحاب التنظيم من المدينة، وذلك من خلال ترك المحور الغربي للموصل مفتوحاً على الأراضي السورية طيلة الأسابيع الثلاثة الأولى من عمر المعركة"، مشيراً إلى أنها "فشلت في ذلك، على الرغم من استخدام عمليات ترهيب لبث الرعب في نفوس مقاتلي التنظيم عبر الغارات المكثفة والقنابل الارتجاجية وإلقاء ملايين المنشورات على المدينة وضواحيها". وأكد أن "الهدف كان تجنيب المدينة الدمار الواسع المتوقع لها وقبل كل شيء الخسائر البشرية من القوات المهاجمة والمدنيين على حد سواء".
وحول تفاصيل هذا الموضوع، أوضح المسؤول العراقي الذي يشغل منصب وكيل وزير وينتمي لمحافظة نينوى، أن "عدداً من ضباط قيادة شرطة نينوى تواصلوا مع شخصيات اجتماعية ووجهاء بارزين موجودين في الموصل يُعتبرون من المقربين من تنظيم داعش، وطالبوهم بإبلاغ التنظيم بأنه يمكن له الانسحاب من الموصل بكامل عناصره وأسلحته عبر المحور الغربي"، موضحاً أن "ذلك جرى على شكل رسائل شفوية بين الضباط ومقربين من داعش الذين بدورهم تحوّلوا إلى سعاة بريد ولأكثر من أربع مرات وبعلم من رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي لم يرفض ذلك على الإطلاق".
وكشف المسؤول العراقي أنه طيلة الأسابيع الثلاثة الأولى من عمر المعركة، كان المحور الغربي مفتوحاً أملاً بانسحاب مقاتلي التنظيم، وأشارت قيادات عسكرية عراقية على العبادي بذلك قائلة إن إغلاق الموصل بالكامل يجعل التنظيم أمام خيار وحيد هو القتال، وستترتب على ذلك خسائر كبيرة في صفوف القوات العراقية والمدنيين فضلاً عن تدمير المدينة بشكل كامل، وأنه يجب عدم تكرار سيناريو الرمادي مرة أخرى والتي وصلت نسبة الدمار فيها إلى 80 في المائة، وفقاً لتقرير الأمم المتحدة.
وأضاف المسؤول نفسه: "داعش لم يرد على تلك الرسائل، وهو ما رفع سقف الأمل لدى القيادات العراقية بإمكانية موافقته وإعلان النصر سريعاً، إلا أن خطاب زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، ليلة الخميس 3 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي والذي دعا فيه مقاتلي الموصل إلى الصمود والقتال حتى النهاية، قطع كل الآمال بانسحابه من الموصل وتجنيبها دماراً وخراباً كبيراً". وكان البغدادي قد دعا مقاتلي التنظيم إلى عدم الانسحاب من الموصل، بل القتال حتى آخر رمق، وقال في كلمته المسجلة "إياكم والضعف عن جهاد عدوكم ودفعه". وأضاف أن "ثمن بقائكم في أرضكم بعزّكم أهون بألف مرة من ثمن انسحابكم عنها بذلّكم".
ووفق المسؤول، فقد "تم قطع المحور الغربي بعد خطاب البغدادي بأيام من خلال مليشيات الحشد الشعبي، وهو ما جرى أيضاً خارج إرادة الحكومة وحتى التحالف الدولي الذي كان يصر على إبقاء منفذ مفتوح للتنظيم لتجنيب المدينة الدمار".
اقــرأ أيضاً
وعلّق برلماني عراقي عن محافظة نينوى على تلك المعلومات، مؤكداً أنها "صحيحة لكن ليس بالشكل الذي تم الكشف عنه"، موضحاً في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن "رئيس الوزراء كان على علم بتلك الاتصالات غير المباشرة ولم يرفض كما أنه لم يبارك وبقي ينتظر ما ستكون نتائجها"، مضيفاً أن "العبادي كان حريصاً على المدينة وسكانها وباتت المعركة لا مفر منها على الرغم من صعوبتها على القوات العراقية، لذا كان يأمل انسحاب داعش أو ثورة شعبية ضده من داخل الموصل، وهو ما لم يحدث حتى الآن".
من جهته، قال الشيخ وضاح غانم الشمري، وهو زعيم قبلي بارز من عشائر شمر التي تقيم في مضارب شمر على بُعد 40 كيلومتراً غرب الموصل، إن "كل المساعي بُذلت لتخليص الموصل من داعش لكنها فشلت". وأضاف الشمري المتواجد حالياً في أربيل، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الرسالة واضحة ووصلت لمقاتلي داعش، مفادها سندخل الموصل مهما كلف الأمر وعليهم أن يختاروا بين الانسحاب منها أو قتلهم وتدمير المدينة، فجاء الرد مباشرة من زعيم داعش بأمر أتباعه بمواصلة القتال والموت في الموصل وعدم الانسحاب، بعد أن بدأ التردد والوهن يصيبان مقاتلي داعش في الموصل"، لافتاً إلى أن "عناصر التنظيم جربوا سيناريو الفلوجة سابقاً، وأصروا على البقاء وطالت المعركة لكنها بالنهاية كانت تستنزفهم، حتى نجح الجيش العراقي في دخول المدينة وتحريرها من سيطرتهم". واعتبر أن "خيارات داعش في الموصل باتت حالياً معدومة، إذ ليس له إلا أن يقاتل، وحتى لو فكر بالقتال فإن وضعه لم يعد اليوم كما كان قبل أسابيع، لذا يمكن القول إن الموصل وأهل الموصل مهددون بنهايات غير معروفة في هذه المعركة".
اقــرأ أيضاً
وكشف المسؤول العراقي أنه طيلة الأسابيع الثلاثة الأولى من عمر المعركة، كان المحور الغربي مفتوحاً أملاً بانسحاب مقاتلي التنظيم، وأشارت قيادات عسكرية عراقية على العبادي بذلك قائلة إن إغلاق الموصل بالكامل يجعل التنظيم أمام خيار وحيد هو القتال، وستترتب على ذلك خسائر كبيرة في صفوف القوات العراقية والمدنيين فضلاً عن تدمير المدينة بشكل كامل، وأنه يجب عدم تكرار سيناريو الرمادي مرة أخرى والتي وصلت نسبة الدمار فيها إلى 80 في المائة، وفقاً لتقرير الأمم المتحدة.
وأضاف المسؤول نفسه: "داعش لم يرد على تلك الرسائل، وهو ما رفع سقف الأمل لدى القيادات العراقية بإمكانية موافقته وإعلان النصر سريعاً، إلا أن خطاب زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، ليلة الخميس 3 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي والذي دعا فيه مقاتلي الموصل إلى الصمود والقتال حتى النهاية، قطع كل الآمال بانسحابه من الموصل وتجنيبها دماراً وخراباً كبيراً". وكان البغدادي قد دعا مقاتلي التنظيم إلى عدم الانسحاب من الموصل، بل القتال حتى آخر رمق، وقال في كلمته المسجلة "إياكم والضعف عن جهاد عدوكم ودفعه". وأضاف أن "ثمن بقائكم في أرضكم بعزّكم أهون بألف مرة من ثمن انسحابكم عنها بذلّكم".
ووفق المسؤول، فقد "تم قطع المحور الغربي بعد خطاب البغدادي بأيام من خلال مليشيات الحشد الشعبي، وهو ما جرى أيضاً خارج إرادة الحكومة وحتى التحالف الدولي الذي كان يصر على إبقاء منفذ مفتوح للتنظيم لتجنيب المدينة الدمار".
وعلّق برلماني عراقي عن محافظة نينوى على تلك المعلومات، مؤكداً أنها "صحيحة لكن ليس بالشكل الذي تم الكشف عنه"، موضحاً في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن "رئيس الوزراء كان على علم بتلك الاتصالات غير المباشرة ولم يرفض كما أنه لم يبارك وبقي ينتظر ما ستكون نتائجها"، مضيفاً أن "العبادي كان حريصاً على المدينة وسكانها وباتت المعركة لا مفر منها على الرغم من صعوبتها على القوات العراقية، لذا كان يأمل انسحاب داعش أو ثورة شعبية ضده من داخل الموصل، وهو ما لم يحدث حتى الآن".