قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، إنه يجري العمل على وقف إطلاق النار في سورية، تمهيداً لحوار سياسي، واصفاً عملية تهجير المدنيين من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، بـ "أكبر عملية إنسانية في العالم في الوقت الحالي"، على حد تعبيره.
كما تطرق الرئيس الروسي إلى قضية اغتيال السفير الروسي في أنقرة اندريه كارلوف، مبيّناً أن عملية الاغتيال "تهجم على العلاقات الروسية التركية".
وقال بوتين في مؤتمره الصحفي السنوي الذي يعقده في نهاية العام إن "الخطوة التالية وقف إطلاق النار في سورية كلها، والبدء بعدها بإطلاق حوار سياسي"، متطلعاً إلى أن تكون العاصمة الكازاخستانية الآستانة مسرحاً لذلك.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن الآستانة موافقة على ذلك، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام السوري بشار الأسد، وإيران، يدعمون ذلك أيضاً.
ووصف الرئيس الروسي التهجير الذي حصل مؤخراً في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، بأنه " أكبر عملية إنسانية في العالم في الوقت الحالي"، حيث قال "يجري الحديث عن أكثر من 100 ألف شخص تم إخراجهم من حلب، أود أن أشدد على أن ذلك أكبر عمل إنساني دولي في العالم الحديث حتى الآن"، على حد زعمه.
واعتبر أن عملية الإجلاء من حلب ما كان لها أن تتم "من دون العمل النشيط للقيادة التركية والرئيس التركي، والرئيس الإيراني والقيادة الإيرانية بأسرها"، مشيراً إلى أن ذلك "جرى بدون عمليات عسكرية، نظمنا العديد من الممرات لإجلاء عشرات الآلاف من الناس".
اغتيال السفير الروسي
إلى ذلك، تطرق الرئيس الروسي إلى حادثة اغتيال السفير الروسي في أنقرة اندريه كارلوف قبل أسبوع.
واعتبر بوتين حادثة الاغتيال" استهدافا لعلاقاتنا مع تركيا، كان هجوماً على العلاقات الروسية التركية، لكن هذه المأساة لن تؤدي الى انهيار العلاقات، فنرى مصالحنا في تطويرها".
كما شكك الرئيس الروسي بحادثة إسقاط الطائرة الروسية في العام الماضي، وقال "أنظر بتشكيك إلى الطائرة التي اسقطت، الطائرة الروسية جرى اسقاطها من أشخاص أرادوا تخريب العلاقة بين تركيا وروسيا".
وقبل المؤتمر، وقع بوتين، على اتفاقية بين روسيا وسورية بشأن توسيع نقطة دعم الأسطول البحري الحربي الروسي في مرفأ طرطوس، وذلك بعد أقل من ثلاثة أشهر على إعلان وزارة الدفاع الروسية عن عزم روسيا تحويل نقطة الدعم المادي الفني إلى قاعدة بحرية دائمة.
وأوضح بيان نشر على الموقع الرسمي للكرملين أن بوتين "وقع على تكليف بالتوقيع على اتفاقية بين روسيا الاتحادية والجمهورية العربية السورية بشأن توسيع نقطة الدعم المادي الفني للأسطول البحري الحربي لروسيا الاتحادية في طرطوس، ودخول السفن العسكرية لروسيا الاتحادية إلى المياه الإقليمية والداخلية للجمهورية العربية السورية وموانئها".
كما استقبل الرئيس الروسي صباح اليوم وزير الدفاع، سيرغي شويغو، الذي أبلغه بـ"استكمال عملية تحرير المدينة السورية حلب" ونشر كتيبة للشرطة العسكرية هناك بهدف "حفظ النظام بالأراضي المحررة".