دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مساء اليوم السبت، الجانب الإسرائيلي للجلوس إلى طاولة المفاوضات لبحث كل القضايا العالقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وحلها بنوايا طيبة، وقال "فنحن جيران في هذا المكان المقدس، ونريد السلام، لكم دولتكم ولنا دولتنا لنعيش جنباً إلى جنب بأمن واستقرار".
وتابع: "إذا وافقتم على ذلك فإن 57 دولة عربية وإسلامية جاهزة وستبادر فوراً إلى الاعتراف بإسرائيل"، مضيفاً: "الآن أنتم تعيشون في جزيرة معزولة، ولكن إذا وافقتم على ذلك (المبادرة العربية) فستعيشون بسلام واستقرار معنا".
وأضاف عباس، في كلمته التي نقلتها وكالة "وفا" الرسمية، وألقاها خلال العشاء الأخير الذي أقامته طائفة الفرنسيسكان في بيت لحم لمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، أن "هناك أيضاً مؤتمر باريس للسلام الذي سيعقد في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل الذي ستحضره 70 دولة ليقول نفس الكلام الذي قيل بالأمس في مجلس الأمن، تعالوا أيها الإسرائيليون لنجلس على طاولة المفاوضات، على هذه الأسس التي أقرها المجتمع الدولي منذ 70 عاماً، اجلسوا أنتم والفلسطينيون ونحن نراقبكم".
وأردف الرئيس الفلسطيني إن "مرجعيات عملية السلام ستكون مطروحة على الطاولة، وسيتم تحديد آلية دولية لتنفيذها من أجل أن ترعى هذا الحوار، 7 دول أو 10 دول، لا مانع، مع تحديد جدول زمني ووقت للتنفيذ، وإذا تمت هذه الأمور تكون الأبواب قد فتحت أمام تحقيق السلام"، معرباً عن شكره الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، على جهوده من أجل تحقيق السلام من خلال هذا المؤتمر.
وحول مشروع الاستيطان في مجلس الأمن، قال عباس: "هذا ما قاله العالم أجمع، العالم صمت 36 عاماً ونحن نطالب بموقف من هذا الاستيطان، لكن مع الأسف لم يستجب، ولكن بالأمس العالم وقف جميعه إلى جانبنا وأيدنا، وأعني بجميعه الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن التي صوتت، من أميركا وبريطانيا والصين وروسيا إلى آخرها، كلها وقفت إلى جانب هذا القرار، ما يعني أن العالم يقول لإسرائيل عليكم أن تنتبهوا وأن تتراجعوا عن هذه السياسة الخاطئة التي لا يمكن أن تأتي بسلام ونحن نقول لهم إذا شئتم فهذه أرضية".
وقال الرئيس عباس: "ما حدث بالأمس لم يحل القضية وإنما وصفها، وأكد على الأسس القانونية للحل وهو أن الاستيطان غير شرعي".
وشكر عباس كل الدول في مجلس الأمن الدولي "التي وقفت إلى جانبنا وأيدتنا، ونبدأ بالدول الأربع ومصر التي رعت المشروع ودعمته، والولايات المتحدة التي أشكرها على موقفها لأنهم قالوا إننا لن نرفع أيدينا لصالح القرار وإن ما قالته مندوبتهم في مجلس الأمن هو عبارة عن تأييد، ونتفهم موقفهم بالوقوف على الحياد، ورغم ذلك نشكرهم على موقفهم، وبالمناسبة نجدد التهنئة للرئيس (دونالد) ترامب بانتخابه رئيساً للولايات المتحدة ونتمنى العمل معه من أجل تحقيق السلام والاستقرار".
وقال الرئيس الفلسطيني، خلال مشاركته بحفل استقبال أقامته بلدية بيت لحم لمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، "بالأمس احتفلنا بانتصار معنوي وهو الحصول على قرار أممي يقول إن الاستيطان غير شرعي، لا نعرف لماذا ينزعج الآخرون من هذا القرار؟ فالاستيطان غير شرعي وهذا القرار لا يعني أن القضية قد حلت وإنما يعني أننا قد فتحنا الباب من أجل المفاوضات ومن أجل السلام، ومن أجل الوصول إلى حل الدولتين، دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ودون القدس لا توجد دولة فلسطينية".
وأضاف "نتمنى أن تتحقق المصالحة في العام المقبل حتى تعود غزة إلى حضن الشرعية، وأنه دون غزة لا توجد دولة فلسطينية، ولا دولة في غزة".
وقال الرئيس عباس "كل عام وأنتم بخير، وعيد ميلاد مجيد يحل على أرض السلام، مهد المسيح عليه السلام، ونتمنى على الله سبحانه وتعالى أن يأتي الميلاد القادم وقد تمتع شعبنا بالاستقلال والحرية وكل عام وأنتم بخير في فلسطين وفي كل أنحاء العالم".
وأضاف عباس: "التهاني لكل أخ وأخت في العالم المسيحي والإسلامي، لأن سيدنا المسيح هو نبي السلام والإنسانية جمعاء وكلنا نصلي عليه".