كشفت مصادر مقربة من المرجعية الدينية في النجف (180 كلم جنوب بغداد)، عن اتصالات يجريها رئيس "التحالف الوطني" الحاكم عمار الحكيم، بمكتب المرجع الديني علي السيستاني، لإقناعه ببنود "التسوية التاريخية" التي طرحها أخيرا، فيما يؤكد مراقبون أن هذه الزيارة تمثل محاولة لتسويق التسوية.
وقال مصدر مقرب من مكتب المرجع السيستاني، اليوم الخميس، إن "عمار الحكيم يجري منذ عدة أيام اتصالات مكثفة بالمكتب في محاولة لإقناع المرجع الديني، الذي يحظى بعدد كبير من الأتباع في المحافظات الجنوبية، ببنود التسوية السياسية التي طرحت أخيرا، مبينا خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن رئيس "التحالف الوطني" سيحاول لقاء السيستاني خلال زيارته للنجف، لإطلاعه على المخرجات الايجابية للتسوية، ومحاولتها الحد من الاحتقانات الطائفية، وإنهاء النزاعات الطائفية.
وأشار المصدر إلى أن عمار الحكيم سيلتقي مراجع ورجال دين آخرين خلال زيارته للنجف، التي بدأت اليوم الخميس، مبينا أن رئيس "التحالف الوطني" يحاول المضي بتسويته، وقطع الطريق على معارضيه داخل التحالف، ولا سيما رئيس "ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي.
ووصل رئيس "التحالف الوطني" عمار الحكيم، اليوم الخميس، الى محافظة النجف، للقاء مراجع دينية، وبحث التطورات الأمنية والسياسية، بحسب بيان لمكتبه، أكد أن الزيارة ستتضمن الحديث عن الأوضاع السياسية في البلاد.
ويواصل عمار الحكيم حراكه الواسع لإقناع مختلف الأطراف العراقية بـ"التسوية التاريخية"، بعد عدة جولات ولقاءات أجراها على الصعيدين المحلي والإقليمي.
وقال رئيس "التحالف الوطني" عمار الحكيم، إن مشروع التسوية سيشمل إقليم كردستان، ولن يكون على حساب أي طرف، مؤكدا خلال مؤتمر صحافي، أن خارطة الطريق التي تسير عليها التسوية واضحة، وتراعي المتغيرات الإقليمية والدولية.
ودعا عمار الحكيم الرافضين لمشروع التسوية السياسية إلى تقدم البديل، بالشكل الذي يحفظ أمن ووحدة العراق، مبينا أن أبواب التحالف مفتوحة أمام المتحفظين.
ورفض رئيس "ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي، في وقت سابق، مشروع التسوية السياسية الذي طرحه عمار الحكيم، مؤكدا أن هذه التسوية ستعيد من وصفهم بالمجرمين والملطخة أيديهم بدماء العراقيين، إلى العملية السياسية، وحذر من عودة الإرهاب من بوابة التسوية السياسية.
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، حسان العيداني، أن اللقاءات التي يجريها رئيس "التحالف الوطني"، كزيارته للقاء مراجع الدين في النجف، تمثل محاولة لتسويق التسوية السياسية، مؤكدا خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن عمار الحكيم اختار دعوته للتسوية كمشروع انتخابي مبكر لا بديل له من تسويقه.
وأضاف: "يواجه رئيس التحالف الوطني معارضة شديدة لتسويته من داخل التحالف لم تكن بالحسبان"، مبينا أن الرفض الشديد للتسوية من قبل المالكي وأعضاء ائتلافه قد يشكل خطرا عليها، وقد يحرفها عن مسارها، لا سيما في ما يتعلق بالتصالح مع المعارضة السياسية في الخارج، وهو الأمر الذي يعارضه المالكي بشكل مطلق.