وبدت قوات الأمن في حالة استنفار في منطقة وسط البلد؛ تحسباً لأي تظاهرات، خاصةً بعد تحوّل جنازة القتيل التي خرجت عقب صلاة الجمعة اليوم من مسجد السيدة نفيسة لمظاهرة حاشدة، صبّت غضبها على النظام السياسي ووزارة الداخلية، مرددين الهتافات المنددة بهما.
الحديث عن تصاعد أجواء الغضب يأتي في ضوء العديد من الأزمات التي يأتي في مقدمتها وقود الغضب الرئيسي وهو ممارسات الأجهزة الأمنية، وإطلاق يد الشرطة في قمع المواطنين البسطاء قبل النشطاء السياسيين، ولعل أبرز ما عبّر عن ذلك بوضوح تدوينة لأمين الشرطة الذي قتل سائق الدرب الأحمر على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قائلاً "الشرطة هي عصا الحاكم لقمع الشعب".
أجواء الغضب زادها الحديث المتصاعد من جانب وزراء حكومة شريف إسماعيل عن إجراءات اقتصادية قاسية سيتحمل تبعاتها الفقراء والبسطاء خلال الفترة القادمة، وفي مقدمتها إلغاء الدعم تدريجياً عن السلع والخدمات لتقليص الإنفاق الحكومي، وعلاج عجز الموازنة.
ويستشعر النظام الحالي الموقف الحرج الذي يمر به، ولعل ذلك ما دفع السيسي إلى لقاء وزير داخليته مجدي عبد الغفار اليوم، مطالباً إياه بضبط الأداء الأمني وتقديم تشريعات تحدّ من تجاوزات أفراد الشرطة.
أحد الشخصيات البارزة القريبة من النظام أكد أن "ما يحدث في مصر هذه الأيام إرهاصات تغيير بدون شك. غضب شعبي بسبب تجاوزات أمنية تزيد تداعياته أزمات اقتصادية".
وأضاف: "إن لم يدرك الرئيس عبد الفتاح السيسي اللحظة التي ينزع فيها فتيل الأزمة سيكون أمام مصير صعب وربما يكون ذلك في المدى القريب".