سقط ما لا يقل عن أربعين قتيلاً ونحو 100 جريح، اليوم الأحد، بانفجارٍ مزدوج، وسط حي الزهراء في مدينة حمص، التي يسيطر عليها النظام السوري، وذلك بعد أقل من شهر على آخر هجومٍ تعرض له الحي.
وهز انفجار عنيف حي الزهراء وسط مدينة حمص، تبين أنه ناجمٌ عن سيارةٍ لم يعرف حتى الساعة ما إذا كان يقودها انتحاري أم أنها رُكنت في شارع الستين داخل الحي، تبعها انفجار سيارة أخرى، على بعد أمتارٍ من الانفجار الأول، ما أدى لمقتل وإصابة العشرات.
من جهته، ذكر المتحدث باسم "مركز حمص الإعلامي" محمد السباعي لـ"العربي الجديد"، أن "عدد القتلى ارتفع إلى نحو أربعين وأكثر من 100 مصاب"، فيما رجحت وسائل إعلامٍ غير رسمية ومقربة من النظام، سقوط عدد أكبر.
بدورها، تحدثت وكالة "سانا" الرسمية، عن سقوط خمسة وعشرين قتيلاً وعشرات الجرحى، مشيرة إلى أن ذلك بسبب "تفجيرٍ إرهابي مزدوج تم بسيارتين مفخختين"، فيما عرض التلفزيون الرسمي، مشاهد مصورة، من المكان الذي تعرض للهجوم وأصابه دمار واسع، إذ توافدت سيارات الإسعاف والدفاع المدني، لسحب جثث القتلى وإسعاف الجرحى.
اقرأ أيضاً: قتلى في تفجيرين استهدفا حاجزاً للنظام السوري وسط حمص
وكان حي الزهراء شهد خلال الأشهر القليلة الماضية، سلسلة هجماتٍ مماثلة، أدت لسقوط مئات القتلى والجرحى، آخرها كان في السادس والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي، إذ استهدف تفجيرٌ بسيارة مفخخة، حاجزاً لقوات النظام في الحي، تبعه انفجارٌ انتحاري آخر، ما أدى لمقتل أكثر من خمسة وعشرين شخصاً بين مدنيين وعسكريين.
وفي الثامن والعشرين من ديسمبر/كانون الأول الماضي، قُتل كذلك نحو ثلاثين شخصاً بانفجارين متزامنين، وفي الثاني عشر من ذات الشهر، انفجرت سيارة مفخخة، رُكنت في الشارع الواصل بين المشفى الأهلي ومنطقة العباسية في حي الزهراء، وقتلت أكثر من خمسة وعشرين شخصاً، وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هذه الهجمات.
وأدت هذه الانفجارات إلى احتقانٍ كبير عند سكان الحي المعروف بولائه للنظام، إذ غالباً ما تتبع الانفجارات، مظاهر احتجاجية، تطالب بإقالة المسؤولين الأمنيين ومحافظ المدينة.
وفي أعقاب الهجمات التي ضربت الحي يوم السادس والعشرين من الشهر الماضي، اعتصم العشرات من سكانه، مطالبين بإقالة محافظ حمص طلال البرازي، ورئيس اللجنة الأمنية في المدينة لؤي معلا، وأمين فرع "حزب البعث" في حمص صبحي حرب، إذ اتهموهم بالفساد والإهمال، والتقصير في تأمين الأمن للسكان.
ولاحقاً أقال النظام، مدير اللجنة الأمنية لؤي معلا، وعين مكانه اللواء جمال سليمان، لامتصاص غضب مواليه في حمص، والذين واصلوا اعتصامهم حينها لأيام قبل أن ينفض تلقائياً، إذ طالبوا بإقالة باقي المسؤولين، وهو ما لم يحدث.
اقرأ أيضاً: مؤيدو النظام بحمص: احتقان غير مسبوق بسبب الانفلات الأمني