اندلعت مواجهات مسلحة بين "المقاومة الشعبية" ومليشيات وقوات الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح، في عدة جبهات في تعز، جنوبي اليمن، اليوم الخميس، وسط تقدم لقوات الجيش الوطني في جبهة نهم، شرقي محافظة صنعاء شمال اليمن، تزامناً مع استهداف طيران "التحالف العربي" بغارات مكثفة، مواقع المليشيات وقوات الانقلابيين في مناطق متعددة.
وأوضحت مصادر في "المقاومة"، أن "قوات الجيش والمقاومة اقتحمت منطقة مسورة في مديرية نهم شمال شرقي صنعاء، بعد أن استهدف طيران التحالف بعدة غارات مواقع مختلفة تسيطر عليها المليشيات في تلك المناطق".
كما استهدفت غارات أخرى، وفق المصادر، "تعزيزات عسكرية للحوثيين وقوات صالح في منطقة محلي بمديرية نهم شرق صنعاء، فضلاً عن مواقع المليشيات في مديرية بني حشيش، شرق العاصمة صنعاء".
كذلك، وقعت اشتباكات بين المقاومة والمليشيات في مناطق على مدخل مديرية أرحب شمال صنعاء، وسيطرت المقاومة على مناطق السيلة، بعد معارك عنيفة مع المليشيات.
وأشارت مصادر "المقاومة"، إلى "مقتل 23 من عناصر المليشيات، جراء المواجهات الميدانية وغارات طيران التحالف، فيما بلغ عدد الجرحى العشرات، وقتل 7 أفراد من قوات الجيش والمقاومة، وسقط عدد من الجرحى".
في موازاة ذلك، اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ومليشيات الحوثيين والمخلوع، في جبهات مختلفة في محافظة تعز، جنوبي اليمن.
وقال مصدر عسكري، إن "مدفعية الجيش الوطني تمكنت من تدمير أربعة أطقم عسكرية من مليشيا الانقلاب في منطقة الأحياد التابعة للأقروض، جنوب تعز".
اقرأ أيضاً:اليمن: غارات ومعارك بعدة محافظات وتقدم للمقاومة بتعز والجوف
وفي المحافظة ذاتها، تحديداً في حيفان، "قتل 14 وجرح العشرات من المليشيات في مواجهات مع الجيش الوطني والمقاومة، في الوقت الذي شنّ فيه طيران التحالف غارات جوية مكثفة على مواقع المليشيات في مديرية دمنة خدير القريبة من حيفان"، وفق سكان محليين، أكدوا أيضاً "وقوع معارك عنيفة في جبهة كرش الحدودية بين محافظتي تعز ولحج".
وتشهد جبهة الكرش معارك عنيفة على امتداد 3 كيلومترات، تبداً من مناطق الجريبة جنوباً إلى قرنة شمالاً، تمكنت خلالها المقاومة من التقدم والسيطرة على السلسلة الجبلية في مناطق كرش والشريجة، طبقاً لمصادر "المقاومة".
وقد خسرت المليشيات خلال هذه المعارك، بحسب المصادر ذاتها، عشرات القتلى والجرحى، مقابل مقتل 11 عنصرا من صفوف المقاومة.
وفي تعز أيضاً، صدت "المقاومة الشعبية" في جبهتي المناطق الشرقية والغربية للمدينة، محاولات للهجوم من قبل المليشيات.
فقد أفشلت المقاومة محاولة تقدم المليشيات في مناطق ثعبات والكمب وكلابة، شرق المدينة، كما صدت محاولة تقدم من محور مناطق زادي الدحي ووادي عيسى غرب المدينة، وفق مصادر محلية.
وتمكنت المقاومة في جبهتي المناطق الشرقية والغربية في الجبهتين، بعد معارك عنيفة من دحر المليشيات، واستهداف تعزيزاتها في الجبهة الغربية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المليشيات، وانسحاب بقية العناصر نحو مواقعهم في مناطق بئر باشا، غرب المدينة.
اقرأ أيضاً:التوتر الأمني يتصاعد في عدن: اغتيال قائد محور أبين
سقوط مواقع بسبب نقص إمدادات المقاومة
وفي أرياف تعز الغربية، وقعت مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية والمليشيات، جراء هجوم عسكري شنّته الأخيرة، بمساندة مجموعات يطلق عليها "المتحوثين"، كما أكد عضو المجلس المحلي، عبدالله إبراهيم لـ"العربي الجديد"، مشيراً إلى أن "مختلف الأسلحة الثقيلة استخدمت على مناطق العنين والصراهم، وكذلك في مديرية جبل حبشي، غرب تعز".
وسيطرت المليشيات، وفق المصدر، على مواقع في جبل الصراهم، بعد انسحاب "المقاومة" التي كانت قد سيطرت على تلك المواقع الاستراتيجية قبل ثلاثة أيام، بسبب نفاد الذخيرة، وعدم استجابة قيادة المقاومة لطلبات الإمداد.
وحذر إبراهيم، من أن "سقوط تلك المناطق، واستمرار تدفق التعزيزات العسكرية التي تدفع بها المليشيات إلى جبل الصراهم، ومنطقة وهر، غرب تعز، بهدف تقدمها نحو مناطق شرف العنين، قد يؤدي إلى سقوط جبهة الضباب بالكامل، وربما سقوط مناطق نجد قسيم مرة أخرى، في حال عدم تدارك الموقف عسكرياً من قبل قيادة المقاومة والجيش الوطني".
إلى ذلك، أطلق عناصر المليشيات المتمركزة عند نقطة تفتيش في المنفذ الغربي لتعز، النار، بصورة عشوائية على مواطنين مدنيين، ما أسفر عن مقتل مواطن مدني، وإصابة ثلاثة آخرين.
وفي محافظة مأرب، وسط البلاد، نفذت مقاتلات التحالف، غارات جوية ضد أهداف المليشيات، في منطقة صرواح، غرب المحافظة، والتي تشهد معارك شبه متواصلة.
كما جددت مقاتلات التحالف غاراتها الجوية على محافظة شبوة، جنوبي البلاد، واستهدفت بالعديد من الغارات معسكر اللواء 19 مشاة الذي يسيطر عليه الحوثيون في منطقة بيحان، وهي أبرز مناطق المحافظة التي لا تزال المليشيات تسيطر على أجزاء منها.
اقرأ أيضاً:اليمن: معارك في الجوف وشرق صنعاء وغارات بمأرب وعمران
هجوم على مقر البحث الجنائي بعدن
في غضون ذلك، شهدت مدينة عدن، جنوبي اليمن، اشتباكات بين مجموعة مسلحة هاجمت مقراً للبحث الجنائي.
وأوضحت مصادر محلية في عدن، لـ"العربي الجديد"، أن "مسلحين هاجموا مقر البحث الجنائي في حي خور مكسر، واشتبكوا مع حراسته من القوات الأمنية الذين منعوهم من دخول المقر".
ووفقاً للمصادر، فقد "اعتقلت قوات الأمن التابعة للحكومة ستة من المهاجمين، بعد محاصرتهم في مكان الاشتباكات، فيما لم ترد أنباء عن وقوع ضحايا".
وفي حادث منفصل، قتل شخص مدني، جراء انفجار عبوة ناسفة زُرعت في أحد الشوارع العامة في حي إنماء وسط عدن، ولم تعلن السلطات الرسمية مزيداً من التفاصيل حول ملابسات الحادث.
من جانبه، نفى وزير الإعلام اليمني، عبد المجيد قباطي، ما تردد حول انسحاب القوات الإماراتية التي تتولى تأمين مطار عدن، وأشار في تصريح صحافي لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية، إلى أن "المطار يخضع للتأمين من قبل قوات المقاومة الموالية للشرعية، بإسناد من قوات التحالف العربي".
وتشهد عدن توتراً أمنياً يتصاعد بين الحين والآخر، منذ تحرير المدينة في يوليو/تموز من العام الماضي، وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) العديد من الهجمات، فيما تُنسب أغلب الهجمات الأخرى إلى مجهولين ومسلحين مرتبطين بـ"القاعدة".
اقرأ أيضاً:غارات وتقدم للشرعية في مأرب والحكومة تعقد اجتماعا