تدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل متسارع في مختلف المناطق السورية، منذ بدء الطيران الروسي عملياته في الأجواء السورية، أواخر شهر سبتمبر/أيلول الماضي، حيث نفذت آلاف الطلعات الجوية، التي استهدفت التجمعات السكنية والمراكز الحيوية، ومنها ريف حلب الشمالي، ما تسبب في تهجير أكثر من 70 ألف مدني من منازلهم هرباً من القصف، في ظل أوضاع إنسانية سيئة.
وقال الناشط الإعلامي بهاء الحلبي، في ريف حلب الشمالي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الغارات الجوية الروسية على مدار الساعة خلال الفترة الماضية، التي تستهدف المناطق السكنية والمراكز الحيوية كالمشافي الميدانية والنقاط الطبية، تسبب بأزمة إنسانية، مع نزوح 70 ألف مدني معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، من معظم الجزء المحاصر من الريف الحلبي الشمالي والذي يضم أكبر البلدات والمدن، ومن أهم المناطق التي شهدت نزوحا هي، حريتان ورتيان حردتين وتل جبين وتل رفعت ومسقان ودير جمال وكفر حمرة عندان وإعزاز ومارع".
ولفت إلى أن "النازحين يعانون من ظروف إنسانية صعبة جداً، في ظل تواجدهم في العراء، رغم الوضع الجوي السيئ ودرجات الحرارة المنخفضة، إضافة إلى نقص شديد في المواد الغذائية والطبية، بالوقت الذي أغلقت فيه تركيا حدودها بوجه النازحين، في حين عجزت المؤسسات الإنسانية أمام الأعداد الكبيرة عن تلبية الحاجات الإنسانية لهم".
وأضاف أن "الفصائل المسلحة المتواجدة في المنطقة المحاصرة اتفقوا مع القوات الكردية المسيطرة على عفرين، على السماح للنازحين بالعبور من مناطقهم إلى الجزء الآخر من الريف الشمالي المتصل مع مدينة حلب وريفها الغربي، ما سيزيد من سوء الأوضاع الإنسانية في هذه المناطق".
من جانبه، قال الصحافي، مصطفى محمد، من حلب، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "هناك هجوماً عنيفاً على ريف حلب الشمالي من قبل النظام والمليشيات الموالية له والروس، وذلك لاعتقاد الأخيرة أن فصل حلب عن تركيا هو تطور قد ينهي الثورة من جذورها".