وفي مثل هذا اليوم من عام 2011، خرجت أولى التظاهرات في مدينة درعا (جنوب البلاد)، حيث يعتبر كثير من السوريين يوم الثامن عشر من مارس، أول يوم في الثورة السورية، التي أشعلت شمعتها الخامسة.
ومن جامع "الحمزة والعباس"، أطلقت حناجر الدرعاويين شعارات الثورة "الله.. سورية.. حرية وبس"، نتيجة احتقان شعبي على خلفية تعذيب أطفال، كتبوا على جدران مدارسهم شعارات ضد النظام، متأثرين بثورات الربيع العربي في ذاك العام.
كما شهدت شوارع درعا، سقوط أول قتيلين في الثورة خلال التظاهرات، برصاص الأجهزة الأمنية، وهما: محمود الجوابرة، وحسام عياش. لتبدأ بعد ذلك ملحمة ثورية دامية لا تزال تتلاحق موجاتها على الرغم من الحرب المفتوحة، التي شنها النظام على السوريين مستخدماً فيها كل أنواع الأسلحة، بما فيها تلك المحرمة دولياً، وصواريخ بعيدة المدى.
ويقول الصحافي محمد أبا زيد، الذي شارك في أولى تظاهرات درعا، "يوم لن يتكرر مرة أخرى، فهو الصرخة الأولى، وقطرة الدم الأولى".
ويروي، أبو زيد، لـ"العربي الجديد"، انطلقت التظاهرة من جامع الحمزة والعباس باتجاه الجامع العمري الشهير، والذي لا يبعد سوى 500 متر، حيث تجمع المتظاهرون أمام العمري، وبدأت الهتافات، التي طالبت بإسقاط المحافظ فيصل كلثوم، ورئيس جهاز الأمن السياسي في المحافظة عاطف نجيب، وهو المسؤول عن تعذيب الأطفال، وسحب أظافرهم".
ويتابع "عند العصر تقريباً زادت حشود المتظاهرين، وبدأت بالتوجه إلى حي درعا المحطة للتظاهر أمام القصر العدلي، كانت قد نصبت حواجز أمنية من قوات حفظ النظام، والشرطة، وعناصر من الأجهزة الأمنية، فهتف المتظاهرون (الله سورية حرية وبس)، لنفاجأ بقوات أخرى جاءت من خلف الحواجز بدأت بإطلاق النار على المتظاهرين".
ويضيف أبو زيد: "كنا نظن أن الرصاص (خلبي)، ولكن صدمنا عندما بدأنا نرى المتظاهرين يتساقطون قتلى ومصابين"، معتبراً أن تلك المشاهد لا تُمحى من ذاكرته "هذا اليوم كان صرخة ممزوجة بالدم، ضد الظلم، والاستعباد، والتهميش. الكلمات تعجز عن وصف ذاك اليوم الأغر في تاريخ سورية المعاصر".
اقرأ أيضاً: 5 سنوات من الثورة السورية... روح لم تنطفئ (ملف)