يعمّم مقرّبون من زعيم تيار المستقبل اللبناني، رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، أجواء إيجابية حيال إمكانية إنهاء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية المستمر منذ مايو/أيار 2014. ففي ظلّ مرحلة إعادة التموضع وفتح الأبواب أمام الحلول السياسية في المنطقة، في سورية واليمن تحديداً، يعتبر فريق الحريري في بيروت أنّ هذه المبادرات ستكون بادرة إيجابية لإعادة تحريك الملف الرئاسي وانتشال لبنان من أزمته السياسية. وفي هذا الإطار، تفيد معلومات حصلت عليها "العربي الجديد" أنّ التفاؤل المستقبلي نابع من "اتصالات قام بها رئيس مجلس النواب، نبيه بري، مع حزب الله بهذا الشأن وللوقوف عند دعم الأخير لترشيح حليفه رئيس تكتل التغيير والإصلاح النيابي، النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية".
اقرأ أيضاً: الكونغرس يناقش تصاعد "تهديدات" حزب الله... ويحضّر عقوبات جديدة
اقرأ أيضاً: الكونغرس يناقش تصاعد "تهديدات" حزب الله... ويحضّر عقوبات جديدة
كما يؤكد حوري أنّ تفاؤل الحريري لا يعني أنّ الجلسة الانتخابية السابعة والثلاثين المقرر عقدها يوم الأربعاء المقبل (23 مارس/آذار الحالي) ستشهد انتخاب رئيس للجمهورية، إلا أنّ الأمر قد يتطلّب وقتاً إضافياً ليتم ذلك. مع العلم أنّ الجلسة السادسة والثلاثين شهدت رقماً قياسياً لجهة عدد النواب الذين حضروها، إذ شارك 72 نائباً، من دون التمكن من تحقيق النصاب القانوني المطلوب (84 نائباً) بفعل التغيّب المستمر لكتلة "الوفاء للمقاومة" (الكتلة النيابية لحزب الله) وتكتل عون ونواب آخرين محسوبين على فريق 8 آذار.
وجاء هذا الحضور الكثيف في الجلسة الأخيرة نتيجة مشاركة زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، بعد عودته إلى بيروت وإعلانه البقاء في لبنان بعد غياب دام لأكثر من أربع سنوات بعد إقصائه من الحكم نتيجة انقلاب سياسي نفّذه حزب الله على حكومته مطلع عام 2011.
وبانتظار أن تترجم هذه المعطيات، يبدو أنّ الحريري وفريقه يسيرون بالتفاؤل عكس التيار السياسي اللبناني الذي يقول إنّ الأمور لا تزال معقّدة. وفي السياق، يشير عضو كتلة الكتائب، الوزير سجعان قزي، في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "البعض متفائل بالحلول الإقليمية وانعكاسها على الوضع في لبنان، لكن الحلول في المنطقة للأسف لا ينبغي التعويل عليها لكونها حلولاً تدفع باتجاه الفيدرالية بالحد الأدنى أو التقسيم بالحد الأقصى، وهو ما لا يمن تحمّله في لبنان، وما لا يساعد على إقامة المؤسسات الرسمية والجمهوريات". ولا يخفي قزي تردّده في الرهان على هذه المعطيات "لكونها لا تفيد لبنان".
من جهة أخرى، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة، الوزير محمد فنيش، استمرار المعارك على الأرض السورية حيث "الوضع الميداني لا يزال محتدماً نتيجة أوهام أو طموحات بعض القوى الإقليمية"، قاصداً بذلك السعودية. الأمر الذي يعني بشكل أو بآخر متابعة الحزب للحرب التي يخوضها إلى جانب النظام السوري، وهو ما قد يحول دون ترجمة أي حلّ لبناني داخلي. ومن المفترض أن يوضح الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بعض الأمور والخيوط في ما يخص الشأنين السوري واللبناني خلال إطلالة إعلامية مقرّرة مساء اليوم الإثنين.
اقرأ أيضاً: سوق صبرا الشعبي في لبنان لم يعد للفقراء