استبعد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، التوصل إلى حل سياسي بوقت قريب في سورية، نتيجة ما اعتبره استمرار بعضهم في وضع رحيل الرئيس السوري بشار الأسد من ضمن الحل.
وقال نصر الله، إنه على الرغم من الرغبة السورية والروسية والإيرانية، والاقتناع الأميركي بأن لا حلّ في سورية، سوى بالسياسة، لكون الأميركيين اقتنعوا أن بديل النظام هو داعش والنصرة، لا يزال التوصّل إلى الحل صعباً".
وفي ما يخص الانسحاب الروسي من سورية، أشار إلى أنه "انسحاب جزئي شبه كبير، وحجم الموضوع هو أن قوة روسية جاءت ضمن تصور عسكري معين لاستعادة مناطق وتغيير المعادلة وتواكب عمليات الجيش السوري وحلفائه، ولكن عندما أسقطت تركيا الطائرة الروسية حصل تهديد روسي بمنع خرق أي طائرة تركية للأجواء السورية، وكان يمكن أن يحصل صدام تركي روسي، وهذا الأمر دفع بروسيا أن ترسل قوة عسكرية لم يكن مقرراً لها أن تأتي". وأضاف أنّ الأتراك "التزموا ضوابطهم وتمت معالجة الموضوع وتهدئته، والآن لم يعد هناك حاجة لبقاء هذه القوة".
وأوضح أنه لم يتم التشاور مع حزب الله، في موضوع الانسحاب الروسي من سورية، "لكن أخذنا علماً بهذا القرار قبل تنفيذه"، مضيفاً، "التشاور معنا إيراني سوري وهناك اتصال مباشر مع روسيا، ولكن لا ندخل معها في نقاشات عسكرية سياسية استراتيجة، نحن دورنا مساعد ولا ندعي أكثر من ذلك".
وأكد نصر الله، استمرار حزب الله، في خوض الحرب السورية تحت ذريعة، "عدم تسليم سورية للمجموعات الإرهابية والتفكيرية"، مضيفاً "كل ما يقال عن خروجنا من سورية الآن غير صحيح، لأنّ وجودنا هناك مرتبط بهدف المحافظة على سورية وعلى لبنان وفلسطين".
وأضاف "طالما هذا الهدف يحتاجنا نحن حزب الله قدرنا ووظيفتنا ومسؤوليتنا، مصيرنا والسوريون واحد، وسنكون حيث يجب أن نكون".
مواقف نصر الله جاءت خلال مقابلة متلفزة على إحدى الفضائيات العربية المحسوبة على حزب الله وإيران، مشيراً إلى أنّ "الحل السياسي يعني التوصل إلى تسوية ما تحافظ على البنية الأساسية للنظام"، معتبراً أنّ التسوية يجب أن تفترض بقاء الأسد وإيجاد مساحة للمعارضة في السلطة.
كذلك، اتّهم السعودية بالوقوف وراء تعطيل الحلّ السياسي في سورية، قائلاً إنّ الرياض "تضع العراقيل ولا تريد حلاً سياسياً، وتعطّل أي تقدم في الحل السياسي في سورية".
وتابع نصر الله هجومه، زاعماً أنّ الرياض تستخدم كل الأساليب المالية والسياسية والأمنية لإنهاء، "حالة المقاومة في لبنان ومحاولة إفشال الاتفاق النووي مع إيران في كل المحافل".
كما كرّر المزاعم نفسها التي ردّدها مسؤولو الحزب، منذ أشهر، بالقول إنّ "السعودية تمتلك سطوة المال والفتاوى وسطوة التكفيريين، ولها علاقاتها بإسرائيل ومشاريع فشلت في اليمن والبحرين".
وفي هذا السياق، اعتبر أنّ قرار مجلس التعاون الخليجي بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية "قرار سعودي بالدرجة الأولى وباقي الدول تسترضي السعودية".
وعلى مستوى الجبهة مع العدو الإسرائيلي، استبعد نصر الله أن "تقوم إسرائيل بأي عدوان في المدى المنظور، بحيث أنّ أي حرب إسرائيلية تكون إما بإذن أميركي أو بطلب أميركي".
وحذّر الإسرائيليين بأن "أي حرب إسرائيلية على لبنان سنخوضها بلا سقف وحدود ولا خطوط حمراء، ومن حقنا الطبيعي أن نضرب أي هدف في فلسطين، يمكن أن نردع العدو من خلاله بما فيه المفاعلات النووية".
وأضاف في رسالة واضحة إلى القيادة الإسرائيلية أن لدى الحزب "لائحة كاملة بالمصانع والمفاعلات النووية الإسرائيلية، والقبة الحديدية لن تنفع مع الإمكانات المتوفرة لدينا"، مهدداً بأن بإمكان حزب الله إصابة أي هدف يريده في فلسطين المحتلة.
أما في ما يخص الوضع اللبناني الداخلي، فلفت نصر الله إلى أنه في اليوم الأول لعودة زعيم تيار المستقبل رئيس الحكومة الأسبق، سعد الحريري، "شن هجوماً على حزب الله"، مضيفاً أنّ "الحوار موجود بين حزب الله والمستقبل، لكن لم نر ايجابية على اعتبار أن المستقبل يحاول الجمع بين الوضع اللبناني والطلبات السعودية".
وأعرب عن استعداده لعقد لقاء مع الحريري، "في حال كان نجاح الحوار بين الحزب والمستقبل يستوجب ذلك، وأي لقاء سينتج عنه نتيجة سياسية مستعد لحضوره".
كما لفت إلى أنّ "الأمور مقفلة في الموضوع الرئاسي، لأنّ في لبنان مشكلة اسمها المشاركة الحقيقية"، معتبراً أنّ عدم رغبة بعضهم بتكريس شراكة حقيقية في لبنان تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية، ودون إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية، مؤكداً، في هذا السياق، خيار حزب الله السير بنظام انتخابي نسبي.
إلى ذلك، شدد نصر الله على التزام الحزب باسم حليفه رئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون، لرئاسة الجمهورية، واضعاً الضغوط التي تمارسها القوات اللبنانية لانتخاب عون في إطار "محاولة خلق مشكل بيننا وبين عون".
اقرأ أيضاً: لبنان: أولى اختبارات تحالف عون وجعجع بانتخابات جزين الفرعية