أثارت الترشيحات اللبنانية لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) موجة من الاستنكار والاستغراب، بعد أن انقسمت الآراء بين اسمي فيرا خوري لاكوي، وغسان سلامة.
وعلى الرغم من أنّ وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، لم يصدر بعد بياناً واضحاً يعلن من خلاله رسمياً دعم الدولة اللبنانية لترشيح فيرا خوري لاكوي لمنصب المديرة العامة في اليونيسكو، فقد أعلن وزير الثقافة اللبناني السابق، غسان سلامة، ترشّحه للمنصب، منتصف مارس/آذار الحالي، رافعا شعار "محاربة العنف والإرهاب والتطرّف من خلال سلاح الثقافة والفنون".
ويبقى سلامة شخصية معروفة، لخبرته السابقة في الأمم المتحدة، إذ كان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق بعد الاحتلال الأميركي (2003)، ويعدّ أحد من سهروا على صياغة القرار الأممي 1559، والذي انسحبت بموجبه القوات السورية من لبنان سنة 2005، إضافة إلى تجاربه في المجالات التي تُعنى بها اليونيسكو، وكونه استاذاً محاضراً في جامعة السوربون الفرنسية.
وأمام السيرة الذاتية لسلامة، يبقى اسم لاكوي غير معروف، ورغم ذلك ينقل عدد من الزوار عن باسيل قوله إنّه سمع بترشيح سلامة عن طريق الإعلام، معتبراً أنه "أمر معيب بحق سلامة ولا يليق بشخص مثقف مثله"، مشيراً إلى أنه كان على سلامة إبلاغ الجهات اللبنانية الرسمية بقرار ترشيحه.
اقرأ أيضا: المرشح القطري حمد الكواري: أسعى إلى بناء "جيل اليونسكو"
وتنقل المصادر ذاتها، أيضا، تأكيد باسيل أنّ "الوزارة كانت ماضية في دعم ترشيح لاكوي، ولا يمكننا العودة الآن عن هذا الدعم"، الأمر الذي دفع عددا من الوزراء والسياسيين، من فريق 14 آذار، إلى الاحتجاج بشكل علني على قرار باسيل، بسبب ما اعتبروه "تفرّد باسيل وعدم عودته إلى مجلس الوزراء".
ويعتقد متابعون أن أول ظهور علني وإعلامي للاكوي، التي تحمل الجنسية الفرنسية، يعود إلى 20 مارس/آذار الحالي، بعد لقائها البطريرك الماروني، بشارة الراعي، الذي زارته بصفتها مندوبة جزيرة سان لوسي (جزيرة في الكاراييب في المحيط الأطلسي) في اليونيسكو، إذ قالت، عقب اللقاء، إنّها وضعت البطريرك في أجواء ترشيحها لمنصب المديرة العامة للمنظمة، مضيفة أنّ "بركة صاحب الغبطة مهمة جداً، فهو لطالما دعم كل ما له علاقة بالثقافة والحضارة واحترام حضارات الشعوب".
وبخصوص دور سان لوسي في المنظمة الدولية، تشير الأبحاث إلى أنّ المندوب الدائم لليونيسكو في الجزيرة هو رجل الأعمال اللبناني جيلبير شاغوري، الذي يعمل في قطاع النفط في أفريقيا، ويموّل عدداً من السياسيين اللبنانيين، وقد ارتبط اسمه بصفقة الرئاسة اللبنانية، التي جمعت زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، وحليف النظام السوري وحزب الله، النائب سليمان فرنجية، والتي لا يزال على أساسها الأخير مرشحاً للرئاسة في مواجهة حليفه المفترض في قوى 8 آذار رئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون.
ويربط بعض المتابعين بين لاكوي وشاغوري، على اعتبار أنّ تعيينها سفيرة لسان لوسي لا يمكن أن يتمّ إلا عبر الممثل الدائم لليونيسكو في الجزيرة، الأمر الذي يعزّز ما يجري تناقله في الصالونات السياسية عن كون زوج لاكوي هو أحد شركاء شاغوري في المشاريع المالية، لتحوم الشكوك حول علاقة ناشئة بين الوزير باسيل وشاغوري، المعروف بالبحث الدائم لتعزيز علاقاته السياسية.
اقرأ أيضا: حمد الكوّاري: خطوات على طريق اليونسكو