وقال سعيداني، في تصريح للإذاعة الرسمية، إنه "لا يثق سياسياً في أويحيى"، متهماً إياه بعدم الوفاء للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وبأن لديه أطماعاً وطموحاً سياسياً لخلافة الأخير.
واعتبر أن "غياب التجمع الوطني الديمقراطي عن تجمع لأجل الأمن والسلم في الجزائر بقيادة جبهة التحرير الوطني المقرر تنظيمه غداً الأربعاء لن يؤثر على سير التجمع الشعبي الحاشد الذي دعا إليه حزب جبهة التحرير الوطني".
ولفت إلى أن حليفه "لا يملك أي موقع في الساحة السياسية، وغيابه عن تجمع لمساندة برنامج الرئيس بوتفليقة خطأ سياسي فادح".
الانتقادات التي وجهها سعيداني لحليفه، طاولت أحزاب المعارضة السياسية، إذ استخف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بمبادرة المعارضة التي تعقد اجتماعها نهاية الشهر الحالي، مشيراً إلى أنها "(تصول وتجول) دون فائدة".
وبين أن "الفيصل بين الطرفين هو تجمع الأربعاء 30 مارس/آذار"، في تحدٍّ منه لأحزاب المعارضة بحشد قوة شعبية لمساندة مشروع وبرنامج بوتفليقة.
من جهته، رفض "التجمع الوطني الديمقراطي" مبادرة حزب "جبهة التحرير الوطني السياسية"، لدعم بوتفليقة، والتي أطلق عليها اسم "مبادرة الجدار الوطني"، وسيعلن عنها في تجمع شعبي غداً الأربعاء.
ورغم تأكيد أويحيى استمرار التحالف مع حزب الغالبية البرلمانية في دعم برنامج بوتفليقة، لكنه رأى في الوقت نفسه أن "لكل تشكيل سياسي مبادرته الخاصة، وأدواته في تسيير دعمه السياسي والفعلي لرئيس الجمهورية".
ويصف مراقبون صراع سعيداني وأويحيى بحرب "الإخوة الأصدقاء، إذ إن كليهما يناضل تحت مظلة بوتفليقة، ويجمعان على مساندته في برامجه". لكن بخصوص خلافة الرئيس فستكون حرب طاحنة بينهما، وهو ما قد يكون تفسيراً لهجوم رئيس حزب السلطة على رئيس ديوان رئيس السلطة.
ويرى آخرون أن هذا الخلاف ليس سوى "واجهة لصراع بين فريقين يضمان أصحاب المال والنفوذ في الجزائر، من أجل ضبط رجل المرحلة المقبلة أو خليفة بوتفليقة".
وعليه فإن هجوم سعيداني وانتقاداته لأويحيى، هو محاولة لوضع حد لطموحات الأخير بالوصول للرئاسة، وسط آراء تجد أن أويحيى هو الرجل المناسب لقيادة المرحلة المقبلة.
اقرأ أيضاً: الجزائر: أحمد أويحيى يدعو لوقف التراشق "والنبش في الماضي"