تظاهر الآلاف من أتباع التيار الصدري، للأسبوع الثاني على التوالي، عند مدخل المنطقة الخضراء التي تضم مقرّات الحكومة، والسفارتين الأميركيّة والبريطانيّة، في مشهد استعراضي، وصف بأنّه "ورقة ضغط على رئيس الوزراء حيدر العبادي يمارسها الصدر لإملاء شروطه عليه".
وقاد التظاهرة المتحدث باسم الصدر الشيخ صلاح العبيدي، ووزراء الكتلة الصدريّة في الحكومة، ملوّحين باقتحام المنطقة الخضراء حال إصدار زعيمهم الأمر، وحمل المتظاهرون لافتات وردّدوا هتافات داعمة للصدر، مقتربين من المنطقة الخضراء ومؤكّدين قدرتهم على اقتحامها.
ووسط مخاوف من حدوث اشتباكات أو عمليّات استهداف، لم يحضر الصدر في التظاهرة، فيما ألقى كلمة مسجّلة بصوته بثّت من خلال مكبرات الصوت خلال التظاهرة.
وقال الصدر، في كلمته، مخاطباً المتظاهرين إنّ "تظاهراتكم العظيمة ليست تعدياً على أحد، ولا لإزاحة حزب وجلب حزب مماثل له، فإنّنا لسنا طلاب حكم أو سلطة وإنما نسعى لتخليص العراق من الثلّة التي باتت تتلاعب بمقدّرات الشعب وقوته وتتسلّط عليهم من دون حق"، واعتبر أنّ "تلك الثلّة لا تستحق أن تتربّع على عرش العراق أو تحكمه".
ودعا المتظاهرين إلى أن "لا يتعدوا على الممتلكات العامّة ولا الخاصّة وعدم الفرهود (أي سلب الممتلكات) أو التعدّي على أحد".
وأضاف "يتعيّن على المنطقة الخضراء وعلى السفارات الإذعان إلى صوت الشعب"، داعياً، السفارات الأجنبيّة إلى "الخروج من المنطقة الخضراء".
كما حذّر الصدر، من "إزاحة الفاسدين والإتيان بأشباههم"، مطالباً الكتل البرلمانيّة بـ"إزاحة حكومة الفساد والمجيء بحكومة تكنوقراط".
اقرأ أيضاً: القوات العراقية تمنع الاقتراب من "المنطقة الخضراء"
إلى ذلك، دعا رئيس الحكومة حيدر العبادي، المتظاهرين إلى "الالتزام بالنظام والحفاظ على سلميّة التظاهرات، والحفاظ على الممتلكات".
وقال العبادي في بيان صحافي أصدره، قبيل انطلاق التظاهرات، إنّه "سيوجه المؤسسات الدستوريّة في الدولة إلى الاستماع إلى شكاوى المواطنين واحتجاجاتهم"، وأوضح أنّه "وجّه القوات الأمنيّة بحماية التظاهرات السلميّة، والتصدّي للمظاهر المسلّحة".
من جهته، رأى الخبير السياسي محمد عبود، أنّ "تظاهرات الصدر هي استعراض للقوة ومحاولة للي يد رئيس الوزراء وثنيه عن التغيير الوزاري".
وقال عبود، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "الصدر ومنذ إعلان العبادي عن عزمه نحو التغيير، ما انفك يعقد الاجتماعات مع قادة التحالف الوطني ويحرّض الشارع العراقي على التظاهر ويهدّد باقتحام المنطقة الخضراء".
وأضاف المتحدث ذاته، أنّ "الصدر استطاع فعلاً أن يوصل رسالته إلى العبادي وتهديده باقتحام المنطقة الخضراء بعد أن طاوعه الآلاف من أنصاره الذين زحفوا من المحافظات الجنوبيّة نحوها، وهم ينتظرون إشارة زعيمهم لاقتحامها".
واعتبر عبود، أنّ "العبادي لن يجد مفرّاً إلّا من خلال الإذعان لشروط الصدر في التغيير الوزاري المرتقب، وذلك بعد إدراكه لخطورة الموقف، إذ أنّ رسالة الصدر واضحة وقدرته على اقتحام الخضراء والمواقع الحكومية لم تعد خافية على أحد".
وكانت القوات العراقية، قد أغلقت مداخل المنطقة الخضراء، وسط بغداد، مع عدد من الطرق المحيطة بالمنطقة الواقعة وسط العاصمة بغداد، بما فيها جسرا الجمهورية والسنك.
وكشف مسؤول أمني، صدور تعليمات تفيد بإطلاق النار على أي شخص يحاول اقتحام المنطقة الخضراء، وتم إبلاغ أفراد الأمن باتخاذ اللازم للحفاظ على أمن المنطقة، التي تضم مقرات الحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية والبعثات الدولية.
اقرأ أيضاً: العراق: تعليمات لأهالي الموصل قبل التحرك لتحريرها من "داعش"