نفى مصدر مسؤول في وزارة الري والموارد المائية في مصر، صحة تصريحات وزير الري، حسام مغازي، بأن مفاوضات "سد النهضة الإثيوبي" في أفضل مراحلها، مؤكداً أن السد يمر بأيام خطرة على مصر مائياً، منوهاً إلى أن إثيوبيا قاربت على الانتهاء من 60% من بناء السد الذي سيكون كارثياً على مصر، موضحاً أن الوزير "يتجمّل" أمام الرأي العام بتصريحات كلها "وبال" على الشعب المصري.
وأشار المسؤول، في تصريحات خاصة، لـ"العربي الجديد"، إلى أن المباحثات التي جرت في الدول الثلاث "مصر والسودان وإثيوبيا"، خلال الشهور الماضية، ضيّعت على مصر المطالبة بتغيير مواصفات السد الذي ستبدأ المرحلة الأولى منه الصيف المقبل، موضحاً أن مطالبة الحكومة بشأن ترشيد الاستهلاك ورفع أسعار شرائح المياه والكهرباء وقطع المياه عن الأهالي لساعات طويلة، تأتي في سياق نقص المياه المتوقع، واستعدادات الحكومة للعنف الشعبي حال تشغيل السد الذي سينتج عنه نقص شديد في مياه النيل.
من جانبه، قال وزير الري والموارد المائية الأسبق، محمد نصر علام، إن مفاوضات سد النهضة الإثيوبي دخلت "حائط السد"، مؤكداً أن السد أصبح واقعا حقيقيا، متهماً الدولة بالتقاعس في عدم التحرك منذ البداية، وعدم الأخذ بمشورة عدد من المختصين في هذا المجال. ولفت إلى أن الحكومة لم تأخذ بأي نصائح للخبراء في هذه القضية الكبرى والشائكة التي تهم جموع الشعب المصري، لكون ملف سد النهضة يشكل خطراً كبيراً على مصر لاستيلاء إثيوبيا على نصيب مصر من مياه النيل الذي يبلغ 74 مليار متر مكعب، موضحاً أنه سيقوم بتعطيش مصر بكل المقاييس، وتبوير الأراضي الزراعية، كما أنه سيؤثر أيضا على الأمن الغذائي المصري والطاقة الكهربائية بالسد العالي، لكون أن نصيب مصر سيقل بصورة كبيرة جداً من المياه.
وأضاف علام، في تصريحات خاصة، أن "السد" أصبح واقعا حقيقيا، وليس أمام الحكومة سوى المفاوضات لمنح مصر كميات أكبر من المياه، وربما يكون ذلك بداية لشراء المياه من إثيوبيا. وأوضح أن أزمة المياه بمثابة حياة أو موت للدولة المصرية، مشيرا إلى أن كل الحلول القانونية التي قامت بها وزارتا الري والخارجية غير مجدية حتى الآن، خاصة أن القوى الكبرى تقف إلى جانب إثيوبيا، والمناخ الدولي غير مواتٍ لدعم الموقف المصري، فكثير من الدول في العالم الغربي تتعاطف مع إثيوبيا ودول حوض النيل، وترى أن مصر بتعاملها وتجاهلها وتصرفاتها لم تخلق لنفسها طريقاً يفتح لها باباً إيجابياً مع دول الحوض.