في اختراق غير مسبوق في ما يتعلق بمسار الأزمة اليمنية ومحاولات إيجاد حلول سياسية لها، كشفت تسريبات الساعات الـ48 الماضية، عن تفاهمات بين السعودية والحوثيين، سمحت بانتقال وفد من الجماعة إلى المملكة لإجراء مباحثات مباشرة، وسط أنباء عن تولي المتحدث باسم الجماعة، محمد عبدالسلام، رئاسة الوفد، بالتزامن مع هدوء يسود جبهات القتال في المناطق الحدودية منذ أيام.
اقرأ أيضاً: اليمن... صناعة الحرب وتجارة السلام
وبينما التزمت السعودية الصمت إزاء المعلومات عن حوار مباشر مع الحوثيين، كانت مصادر الحوثيين حريصة على التأكيد لأكثر من وسيلة إعلامية صحة هذه المعلومات، على الرغم من عدم تسريب جدول المحادثات. وأشارت مصادر سياسية مقربة من الحوثيين وأخرى من الحكومة اليمنية، لـ"العربي الجديد"، إلى أن وفداً من الجماعة توجه إلى السعودية عبر الحدود بين البلدين، وتحديداً من خلال منفذ علب، أحد المنافذ الواقعة بين محافظة صعدة معقل الحوثيين من جهة اليمن، ومحافظة ظهران الجنوب في منطقة عسير السعودية. وفي ما يتعلق بمكونات الوفد، أشارت مصادر مقربة من الجماعة إلى أنه "عسكري"، فيما ذكرت مصادر أخرى أنه وفد مؤلف من شيوخ قبائل موالين أو ممثلين عن الحوثيين يقومون بالتواصل مع السعودية لإنهاء الحرب وتبادل الأسرى المحتجزين لدى الجانبين في المناطق الحدودية. وعززت هذه المعلومات صور فوتوغرافية نشرها ناشطون على الإنترنت، أكدت إفراج الحوثيين عن أحد الجنود الأسرى السعوديين، ويدعى، جابر الكعبي، وتسليمه إلى بلاده. وعلى الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي يفرج فيها الحوثيون عن سعوديين، إلا أنها المرة الأولى التي يُسلم فيها أسير عسكري وبشكل مباشر.
من جهتها، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين في اللجنة الثورية التابعة للحوثيين، تأكيدهم أن وفداً يترأسه المتحدث باسم الجماعة، محمد عبدالسلام، يتواجد في المملكة. ولفت المسؤولون إلى أن الزيارة بدأت، أول من أمس (الإثنين)، تلبية لدعوة من مسؤولين سعوديين بعد أسبوع من المحادثات التحضيرية السرية. بدوره، أكد دبلوماسي إقليمي يتابع الشأن اليمني أنه "كانت هناك اتصالات ومحادثات مباشرة بين السعوديين والحوثيين". وعلى الرغم من نفي المتحدث باسم التحالف، أحمد عسيري، وجود هدنة غير معلنة في اليمن، تعزز المؤشرات على أرض الواقع وجودها خصوصاً في المناطق الحدودية بين البلدين منذ أيام، إذ لم يسجل وقوع ضربات جوية أو تصريحات حوثية تتبنى هجمات في مناطق الحدود. كما تشمل التهدئة تراجع الضربات في المناطق البعيدة عن المواجهات المباشرة.
وتشكل المحادثات المباشرة تطوراً نوعياً وغير مسبوق في مسار الحرب في اليمن منذ بدء عمليات التحالف العربي ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، في 26 مارس/آذار من العام الماضي. كما يأتي هذا التطور بالتزامن مع تواجد المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في السعودية منذ أيام للدفع باتجاه استئناف المحادثات بين الشرعية وممثلين عن الحوثيين والرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح.
ولا تزال طبيعة التفاهمات التي أفضت إلى الوصول إلى هذه المرحلة من اللقاءات المباشرة غير واضحة. وفيما تذهب بعض تعليقات المحللين إلى ربطها بلقاءات غير معلنة بين ممثلين سعوديين وحوثيين وعُمانيين، عُقدت بشكل متقطع الشهور الماضية في العاصمة العُمانية مسقط، فإن مدونة "INNER CITY PRESS"، نشرت نص رسالة منسوبة إلى المبعوث الدولي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ، وموجهة عبر البريد الإلكتروني إلى المساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، جيفري فيلتمان، في 11 فبراير/شباط الماضي، تشير إلى أن الحوثيين قدموا الشهر الماضي مقترحاً للمبعوث الأممي "لاستئناف المحادثات وجهاً لوجه" مع ممثلين عن السعودية، فيما يظهر من الرسالة أن المتحدث باسم الجماعة، محمد عبدالسلام، هو من تولى نقل المقترح لولد الشيخ أحمد خلال لقاء جمعهما في مسقط. ويشير استخدام المبعوث الأممي تعبير "استئناف المحادثات" إلى وجود جولة سابقة غير معلنة بين السعودية والحوثيين.
وبحسب نص الرسالة، فإن ولد الشيخ أحمد نقل هذا المقترح إلى كل من وزير الدولة السعودي مساعد العبيان، وشخص آخر اكتفى بالقول إنه يدعى "أبو علي" وأنه تلقى منهما التزاماً بالمضي في هذا المسار، واضعين بعين الاعتبار عدداً من النقاط؛ أولها أنه "في ضوء التقدم الذي حققه التحالف العربي على الأرض وتقدمه باتجاه صنعاء، ينبغي على الحوثيين انتهاز الفرصة وإجراء مناقشات بحسن نية، نظراً لكونهم في موقف أضعف على الأرض وخياراتهم تضيق". وبحسب الرسالة المنسوبة لولد الشيخ أحمد، أكد المسؤولان السعوديان أنّ المملكة لن ترفع مستوى تمثيلها في المحادثات مع الحوثيين، كما طلب عبدالسلام. كما تشير الرسالة إلى موافقة السعودية على مقترح عبدالسلام بإجراء اللقاء في بلد ثالث وتحديداً الأردن، بعدما كان الأخير قد اقترح إما الأردن أو المغرب، من دون أن يكون واضحاً ما إذا كان ما يجري في السعودية حالياً يشكل اللقاء الأول بين ممثلي الجماعة والسعوديين، بعد رسالة ولد الشيخ أحمد إلى فيلتمان، أم أن هناك جولة لقاءات سابقة عقدت في الأردن أو في بلد آخر مهدت لانتقال وفد الحوثيين إلى المملكة. كما تظهر الرسالة أن ولد الشيخ أحمد كان حريصاً على التوضيح أنه في حال نجاح هذا المسار، فإن "الأمم المتحدة لن تشارك ولن تكون حاضرة".
ولم يسبق أن عُقدت لقاءات معلنة بين الحوثيين والسعوديين منذ تصاعد نشاط الجماعة في صعدة، معقلها على حدود السعودية عام 2004، غير أن تسريبات أشارت إلى لقاء في عام 2013 جمع سفير السعودية السابق في صنعاء، علي الحمدان، بالممثل السياسي السابق للجماعة، صالح هبرة. وفي عام 2014 صنفت الرياض الحوثيين ضمن قائمة الجماعات الإرهابية.
في غضون ذلك، نفت مصادر "العربي الجديد" في منظمة الأمم المتحدة وجود أية ترتيبات لنقل المفاوضات المتعلقة بالتسوية اليمنية إلى الأردن أو المغرب، موضحة أن التسريبات المتعلقة بدور المنظمة الأممية في اليمن تتضمن خلطاً بين مساعي التسوية السياسية المؤمل تحقيقها بمشاركة فاعلة من الحكومة الشرعية، وبين الدور الإنساني المتعلق بالمساعدة على تبادل الأسرى وحماية المدنيين على جانبي الحدود اليمنية السعودية، أو ترتيب الأوضاع الميدانية الملحة لضمان إيصال المساعدات الدولية لمستحقيها دون صعوبات.
اقرأ أيضاً: اليمن... صناعة الحرب وتجارة السلام
من جهتها، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين في اللجنة الثورية التابعة للحوثيين، تأكيدهم أن وفداً يترأسه المتحدث باسم الجماعة، محمد عبدالسلام، يتواجد في المملكة. ولفت المسؤولون إلى أن الزيارة بدأت، أول من أمس (الإثنين)، تلبية لدعوة من مسؤولين سعوديين بعد أسبوع من المحادثات التحضيرية السرية. بدوره، أكد دبلوماسي إقليمي يتابع الشأن اليمني أنه "كانت هناك اتصالات ومحادثات مباشرة بين السعوديين والحوثيين". وعلى الرغم من نفي المتحدث باسم التحالف، أحمد عسيري، وجود هدنة غير معلنة في اليمن، تعزز المؤشرات على أرض الواقع وجودها خصوصاً في المناطق الحدودية بين البلدين منذ أيام، إذ لم يسجل وقوع ضربات جوية أو تصريحات حوثية تتبنى هجمات في مناطق الحدود. كما تشمل التهدئة تراجع الضربات في المناطق البعيدة عن المواجهات المباشرة.
ولا تزال طبيعة التفاهمات التي أفضت إلى الوصول إلى هذه المرحلة من اللقاءات المباشرة غير واضحة. وفيما تذهب بعض تعليقات المحللين إلى ربطها بلقاءات غير معلنة بين ممثلين سعوديين وحوثيين وعُمانيين، عُقدت بشكل متقطع الشهور الماضية في العاصمة العُمانية مسقط، فإن مدونة "INNER CITY PRESS"، نشرت نص رسالة منسوبة إلى المبعوث الدولي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ، وموجهة عبر البريد الإلكتروني إلى المساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، جيفري فيلتمان، في 11 فبراير/شباط الماضي، تشير إلى أن الحوثيين قدموا الشهر الماضي مقترحاً للمبعوث الأممي "لاستئناف المحادثات وجهاً لوجه" مع ممثلين عن السعودية، فيما يظهر من الرسالة أن المتحدث باسم الجماعة، محمد عبدالسلام، هو من تولى نقل المقترح لولد الشيخ أحمد خلال لقاء جمعهما في مسقط. ويشير استخدام المبعوث الأممي تعبير "استئناف المحادثات" إلى وجود جولة سابقة غير معلنة بين السعودية والحوثيين.
وبحسب نص الرسالة، فإن ولد الشيخ أحمد نقل هذا المقترح إلى كل من وزير الدولة السعودي مساعد العبيان، وشخص آخر اكتفى بالقول إنه يدعى "أبو علي" وأنه تلقى منهما التزاماً بالمضي في هذا المسار، واضعين بعين الاعتبار عدداً من النقاط؛ أولها أنه "في ضوء التقدم الذي حققه التحالف العربي على الأرض وتقدمه باتجاه صنعاء، ينبغي على الحوثيين انتهاز الفرصة وإجراء مناقشات بحسن نية، نظراً لكونهم في موقف أضعف على الأرض وخياراتهم تضيق". وبحسب الرسالة المنسوبة لولد الشيخ أحمد، أكد المسؤولان السعوديان أنّ المملكة لن ترفع مستوى تمثيلها في المحادثات مع الحوثيين، كما طلب عبدالسلام. كما تشير الرسالة إلى موافقة السعودية على مقترح عبدالسلام بإجراء اللقاء في بلد ثالث وتحديداً الأردن، بعدما كان الأخير قد اقترح إما الأردن أو المغرب، من دون أن يكون واضحاً ما إذا كان ما يجري في السعودية حالياً يشكل اللقاء الأول بين ممثلي الجماعة والسعوديين، بعد رسالة ولد الشيخ أحمد إلى فيلتمان، أم أن هناك جولة لقاءات سابقة عقدت في الأردن أو في بلد آخر مهدت لانتقال وفد الحوثيين إلى المملكة. كما تظهر الرسالة أن ولد الشيخ أحمد كان حريصاً على التوضيح أنه في حال نجاح هذا المسار، فإن "الأمم المتحدة لن تشارك ولن تكون حاضرة".
ولم يسبق أن عُقدت لقاءات معلنة بين الحوثيين والسعوديين منذ تصاعد نشاط الجماعة في صعدة، معقلها على حدود السعودية عام 2004، غير أن تسريبات أشارت إلى لقاء في عام 2013 جمع سفير السعودية السابق في صنعاء، علي الحمدان، بالممثل السياسي السابق للجماعة، صالح هبرة. وفي عام 2014 صنفت الرياض الحوثيين ضمن قائمة الجماعات الإرهابية.
وتؤكد المصادر الأممية لـ"العربي الجديد" أن السلطات السعودية تتعاون مع الأمم المتحدة في ما يتعلق بالجانب الإنساني، ولم ترفض استقبال أحد من الوسطاء سواء الدوليون أو اليمنيون، وقد جرت لقاءات أخيراً بهذا الخصوص في أبها (السعودية) وفي مسقط (سلطنة عُمان)، لكنها تقتصر على مناقشة الجوانب الفنية والعسكرية المتعلقة بالجهود الإنسانية ولم يشارك فيها مفاوضون على المستوى السياسي، وإنما يمثّل دول التحالف ضباط عسكريون.
اقرأ أيضاً: الجنبية اليمنية...عمرها ألف عام وثمنها مليون دولار أميركي