وأكدت مصادر ميدانية، لـ"العربي الجديد"، تراجع حدة المواجهات في أطراف مأرب وجبهات محدودة في تعز، فيما تواصلت فجر اليوم في مدرية المتون بمحافظة الجوف.
وفي تعز، أعلنت مصادر تابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، أن مسلحي الجماعة وحلفاءها قصفوا بالمدفعية مواقع في جنوب مدينة ذوباب، والقريبة من الساحل، في وقت لم يسجل فيه وقوع غارات جوية للتحالف العربي منذ فجر اليوم.
وتأتي هذه التطورات قبل ساعات من دخول الموعد الرسمي لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ، إذ من المقرر أن يبدأ اليوم الساعة 23.59 وفقاً للمسودة الأولية للاتفاق، التي حصل "العربي الجديد" على نسخة منها.
وفي عدن، أقدم مسلحون على اغتيال الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية المنصورة، أحمد صالح الحيدري، إلى جانب نجله، بعدما تراجعت وتيرة الاغتيالات التي تشهدها عدن الأسابيع الماضية.
وبحسب مصادر محلية، فقد اغتيل الحيدري ونجله بينما كانا في مقهى لتناول وجبة الفطور في حي ريمي، ولم ترد معلومات حول الجهة المسؤولة عن الحادثة.
وكانت مديرية المنصورة ساحة لعدد كبير من حوادث الاغتيالات والهجمات الإرهابية، قبل أن تتراجع وتيرتها أخيراً مع تنفيذ قوات الأمن حملة لملاحقة المسلحين في المديرية.
تحشيد للانقلابيين في محيط تعز
وقال مصدر عسكري، لـ"العربي الجديد"، إن التعزيزات المتدفقة بشكل مستمر منذ يومين، إلى تعز، توزعت بين عربات كاتيوشا وعشرات الأطقم المحمّلة بقاذفات مختلفة الأنواع، ولفت إلى أن معظم التعزيزات القادمة من محافظتي إب وذمار اتجهت إلى مناطق قريبة بموقع اللواء 35 مدرع، في منطقة المطار القديم، ومناطق الربيعي غرب المدينة، بهدف محاصرة مقر اللواء.
وأشار المصدر إلى أنّ الهدف من هذه التعزيزات هو استعادة المناطق التي خرجت من سيطرتها، خلال اليومين الماضيين، حيث خسرت المليشيات عدة مواقع في جبهة الضباب جنوب غرب المدينة، إضافة إلى خسارتها لمواقع أخرى في معظم المنطقة الغربية من المدينة.
وبحسب مراقبين، فإن تحشيد المليشيات لمزيد من القوات إلى تعز يثبت عدم جدّية جماعة الحوثي وحلفائها في إنجاح الهدنة، التي تسبق مفاوضات الكويت، المقرّرة في 18 أبريل/ نيسان الجاري.
في السياق نفسه، أوضح شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، أن مليشيات وقوات الانقلاب تستقبل كل يوم في ساعات الليل الأخيرة، كميات كبيرة من الأسلحة، عبر السواحل الغربية لمحافظة تعز، وتقوم بنقلها عبر منطقتي الشمال الجديد والعسيلة، التابعتين لمديرية ذوباب جنوب تعز.
وكانت قوات البحرية الأميركية قد أعلنت اعتراض شحنة أسلحة، قالت إن مصدرها إيران، ويُرجح أنها كانت في الطريق إلى المقاتلين الحوثيين في اليمن. وبحسب بيان البحرية الأميركية في 4 أبريل/نيسان الجاري، فإن "سفينتين للبحرية الأميركية في بحر العرب اعترضتا وصادرتا شحنة أسلحة، في الأسبوع الماضي، كانت مخبأة في مركب شراعي، واشتملت على 1500 بندقية كلاشينكوف و200 قذيفة صاروخية، و21 بندقية آلية من عيار 50 ملليمترا".
وفي سياق متصل، أوضحت مصادر متعددة أن المليشيات، بعد فقدانها السيطرة على أكثر من 8 مواقع في الأجزاء الجنوبية والغربية من المدينة، خلال المعارك الدائرة في الجبهة الجنوبية والغربية، منذ يومين، أقدمت، يوم السبت، على تفجير الطريق الرابط بين تعز وعدن من جهة الضباب في الجنوب الغربي للمدينة. ويأتي هذا التفجير لقطع الطريق، بصورة كاملة، من أجل تشديد الخناق على المدنيين في محافظة تعز.
وعمدت المليشيات، وفقاً للمصادر ذاتها، إلى زرع عبوات من الألغام والمتفجرات بكثافة بطريق الضباب، قبل أيام من موعد وقف إطلاق النار، كما قامت، أمس السبت، بإغلاق معبر عبور المواطنين القادمين من خارج المدينة، في منطقة حِذران غرب المدينة، إضافة إلى إغلاق خط الستين، الرابط بين مناطق شمال وغرب المدينة، والذي يعد المنفذ الوحيد أمام حركة المسافرين من وإلى مدينة تعز.
إلى ذلك، ذكرت مصادر في مقاومة تعز، لـ"العربي الجديد"، أن مواجهات عنيفة تشهدها جبهات القتال بين قوات الشرعية والمقاومة الشعبية ضد مليشيات وقوات الحوثي والمخلوع، وارتفعت حدتها في مناطق الضباب والربيعي جنوب غرب المدينة، وتمكنت خلالها قوات الشرعية، بمساندة المقاومة، من الزحف نحو منطقة غُراب المحيطة بمعسكر اللواء 35 مدرع غرباً، وسط فرار جماعي لعناصر المليشيات.
وبالإضافة إلى مواجهات عنيفة تدور في جبهة الدفاع الجوي شمال غرب المدينة، تتواصل الاشتباكات بين المقاومة الشعبية ومليشيات الحوثي والمخلوع صالح في معظم مواقع التماس في المنطقة الشرقية للمدينة، وتركزت في ثعبات وحي الدعوة ومنطقة كلابة شرقاً، في وقت يتواصل فيه القصف على الأحياء السكنية، مما أسفر عن مقتل 6 من المدنيين، وإصابة أكثر من 26، حيث طاول القصف، على الخصوص، حي حوض الأشراف، وسط المدينة، بالإضافة إلى الأحياء المجاورة، كما استهدف قرى مديرية حيفان والمواسط جنوب تعز، فضلاً عن أن المليشيات شنّت قصفا عنيفاً ومتعمدا على مديرية الوازعية جنوبي غرب تعز، الأمر الذي تسبب بموجة نزوح جماعي غير مسبوق، وذكر نشطاء أن "30 ألف نازح تم تهجيرهم من مديرية الوازعية".