أثبت النظام السوري، من خلال المجازر التي ارتكبها بحق المدنيين في سورية، أمس الثلاثاء، وتحديداً في ريف إدلب الجنوبي، بعدما قتل قرابة 50 مدنياً على الأقل في استهداف سوقين شعبيين بمدينة معرة النعمان وبلدة كفرنبل القريبة، أن النظام لا يجد سوى المجازر للتغطية على خسائره الميدانية والسياسية. وهو ما يفسر أسباب تركيزه أمس على الأسواق الشعبية، متعمداً سقوط أكبر عدد ممكن من الضحايا.
وكان واضحاً منذ الساعات الأولى من يوم أمس الثلاثاء أن النظام اختار تصعيد سياسته في استهداف المدنيين بعدما بدأت طائرات النظام الحربية والمروحية، منذ الصباح في حملة قصف عنيفة على مناطق سيطرة المعارضة السورية في عموم سورية أفضت إلى مقتل العشرات.
ووصفت الحملة بأنها غير مسبوقة على المدن والقرى التي تسيطر عليها المعارضة منذ إعلان بدء الهدنة مع المعارضة السورية نهاية شهر شباط/ فبراير الماضي.
اقــرأ أيضاً
وأوضح الناشط الإعلامي بلال عمران، المتواجد في معرة النعمان، لـ"العربي الجديد" أن عدد القتلى جراء استهداف النظام سوقاً شعبياً بمدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي وصل لـ32 قتيلاً فضلاً عن عشرات الجرحى.
من جهته، أوضح الناشط الإعلامي محمد الحسن، في حديث مع "العربي الجديد"، أن طائرة حربية قامت ظهر الثلاثاء بشنّ غارة جوية استهدفت سوقاً شعبياً في بلدة كفرنبل التي تسيطر عليها المعارضة بريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى مقتل 15 مدنياً في حصيلة غير نهائية وإصابة نحو عشرين آخرين. كما تكرر المشهد نفسه في ريف حمص الشمالي، حيث شنّت طائرات النظام غارات جوية على مدن وبلدات دير فول والرستن والتلبيسة والحولة ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة وسقوط عدد من الجرحى.
أما في حلب، فقال الناشط حسن الحلبي، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام السوري واصلت استهداف مناطق سيطرة المعارضة في أحياء مدينة حلب الجنوبية وخصوصاً في حي الإذاعة والمشهد برشاشات الطائرات الحربية وقذائف الهاون بالتزامن مع إلقاء طائرة مروحية تابعة للنظام أربعة براميل متفجرة على مدينة عندان وبرميلين آخرين على بلدة حيان شمال حلب.
كما واصلت طائرات حربية، يُعتقد أنها روسية، استهداف مناطق سيطرة المعارضة في محيط بلدة العيس الاستراتيجية بريف حلب الجنوبي، في محاولة منها لمواصلة الضغط على قوات المعارضة في هذه المنطقة التي سعت قوات النظام والمليشيات الأجنبية الموالية لها للسيطرة عليها في الأيام الأخيرة من دون أن تنجح في تحقيق ذلك، بسبب استماتة قوات المعارضة بالدفاع عنها، نظراً لأهميتها الاستراتيجية المتأتية من كونها تشرف على أوتوستراد حلب دمشق الدولي الذي تسيطر عليه المعارضة.
أما في ريف اللاذقية الشمالي، فساد هدوء حذر خلال ساعات صباح أمس على جبهات القتال، بعد يومٍ من إعلان عشرة فصائل معارضة تشكيل غرفة عمليات مشتركة، وإطلاقها لمعركة "رد المظالم"، إذ تمكنت من السيطرة على قمة الملك، وقريتي نحشبا ورشا في محيط بلدة كنسبا في جبل الأكراد، الذي سيطرت قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها على معظم مساحاته، خلال المعارك التي أطلقتها هناك بعد بدء الغارات الروسية نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.
وجاءت مجازر النظام بعد يوم واحد فقط من إعلان وفد المعارضة السورية تعليق مشاركته في مباحثات جنيف. وبررت المعارضة قرارها على لسان رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب بالقول إن "الوضع على الأرض السورية لا يساعد على المضي قدماً في العملية السياسية". كما ترى المعارضة أن المفاوضات لن تكون جدية إلا في حال قبل النظام السوري بالدخول في مفاوضات مباشرة معها على طاولة واحدة بهدف تحقيق انتقال سياسي حقيقي في سورية.
وينّبه كل ذلك إلى حقيقة أن الأوضاع الميدانية في سورية متجهة نحو تصاعد كبير في العنف الذي سيتمثل بالدرجة الأولى بعودة وتيرة قصف طائرات النظام لمناطق سيطرة المعارضة إلى الحالة التي كانت عليها قبل إعلان الهدنة، وهو ما تم منذ أمس. كما سيتمثل بمحاولات المعارضة السورية لاستعادة المناطق التي خسرتها لصالح النظام السوري إبان التدخل الروسي في سورية.
ويؤدي انهيار الهدوء النسبي الذي ساد على جبهات القتال بين قوات الطرفين إلى فسح المجال أمام تغيرات جديدة في خريطة السيطرة الميدانية في سورية، الأمر الذي يعيد الأمور في سورية إلى مربع العمليات العسكرية التي لن تخلو من الكر والفر بهدف تحقيق مكاسب ميدانية سيسعى النظام والمعارضة إلى تحويلها إلى مكاسب سياسية عند استئناف "مسار جنيف" التفاوضي.
ولا يستبعد أن يفسح تصاعد المواجهات المسلحة بين النظام والمعارضة السورية المجال أمام تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لشنّ عمليات عسكرية ضد قوات الطرفين مستغلاً انشغالهما بالقتال فيما بينهما، بعدما كانت المعارك طوال الأسابيع الماضية تتركز ضد "داعش" سواء من قبل قوات النظام أو المعارضة. ويضع تنظيم "داعش"، كما يبدو، نصب عينيه مواصلة الانتقام من قوات المعارضة شمال حلب، والتي وجهت له ضربات قوية خلال الأيام الماضية. وربما يفكر التنظيم بالتقدم نحو مدينة اعزاز الحدودية مع تركيا والتي باتت أهم معاقل المعارضة في ريف حلب الشمالي. كما يتوقع أن يواصل التنظيم غاراته البرية العنيفة على معاقل قوات النظام السوري في مناطق القلمون وريف حمص الشرقي، في رد متأخر ومستمر على خسارته مدينة تدمر شرق حمص لصالح قوات النظام السوري.
ووصفت الحملة بأنها غير مسبوقة على المدن والقرى التي تسيطر عليها المعارضة منذ إعلان بدء الهدنة مع المعارضة السورية نهاية شهر شباط/ فبراير الماضي.
وأوضح الناشط الإعلامي بلال عمران، المتواجد في معرة النعمان، لـ"العربي الجديد" أن عدد القتلى جراء استهداف النظام سوقاً شعبياً بمدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي وصل لـ32 قتيلاً فضلاً عن عشرات الجرحى.
أما في حلب، فقال الناشط حسن الحلبي، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام السوري واصلت استهداف مناطق سيطرة المعارضة في أحياء مدينة حلب الجنوبية وخصوصاً في حي الإذاعة والمشهد برشاشات الطائرات الحربية وقذائف الهاون بالتزامن مع إلقاء طائرة مروحية تابعة للنظام أربعة براميل متفجرة على مدينة عندان وبرميلين آخرين على بلدة حيان شمال حلب.
كما واصلت طائرات حربية، يُعتقد أنها روسية، استهداف مناطق سيطرة المعارضة في محيط بلدة العيس الاستراتيجية بريف حلب الجنوبي، في محاولة منها لمواصلة الضغط على قوات المعارضة في هذه المنطقة التي سعت قوات النظام والمليشيات الأجنبية الموالية لها للسيطرة عليها في الأيام الأخيرة من دون أن تنجح في تحقيق ذلك، بسبب استماتة قوات المعارضة بالدفاع عنها، نظراً لأهميتها الاستراتيجية المتأتية من كونها تشرف على أوتوستراد حلب دمشق الدولي الذي تسيطر عليه المعارضة.
أما في ريف اللاذقية الشمالي، فساد هدوء حذر خلال ساعات صباح أمس على جبهات القتال، بعد يومٍ من إعلان عشرة فصائل معارضة تشكيل غرفة عمليات مشتركة، وإطلاقها لمعركة "رد المظالم"، إذ تمكنت من السيطرة على قمة الملك، وقريتي نحشبا ورشا في محيط بلدة كنسبا في جبل الأكراد، الذي سيطرت قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها على معظم مساحاته، خلال المعارك التي أطلقتها هناك بعد بدء الغارات الروسية نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.
وينّبه كل ذلك إلى حقيقة أن الأوضاع الميدانية في سورية متجهة نحو تصاعد كبير في العنف الذي سيتمثل بالدرجة الأولى بعودة وتيرة قصف طائرات النظام لمناطق سيطرة المعارضة إلى الحالة التي كانت عليها قبل إعلان الهدنة، وهو ما تم منذ أمس. كما سيتمثل بمحاولات المعارضة السورية لاستعادة المناطق التي خسرتها لصالح النظام السوري إبان التدخل الروسي في سورية.
ويؤدي انهيار الهدوء النسبي الذي ساد على جبهات القتال بين قوات الطرفين إلى فسح المجال أمام تغيرات جديدة في خريطة السيطرة الميدانية في سورية، الأمر الذي يعيد الأمور في سورية إلى مربع العمليات العسكرية التي لن تخلو من الكر والفر بهدف تحقيق مكاسب ميدانية سيسعى النظام والمعارضة إلى تحويلها إلى مكاسب سياسية عند استئناف "مسار جنيف" التفاوضي.