وفيما أكد الناشط في "اتحاد شباب الحسكة" أحمد أبو خليل لـ"العربي الجديد"، تجدد الاشتباكات هذا اليوم ببعض مناطق القامشلي خاصة بمحيط المربع الأمني، فقد أشار المرصد السوري إلى أنه "سمع دوي انفجار في وسط مدينة القامشلي ناجم عن انفجار يعتقد أنه بسيارة قرب منطقة الوحدة"، متحدثاً عن تجدد الاشتباكات بين قوات تابعة للنظام ومقاتلين أكراد، في محيط المربع الأمني وبسوق مدينة القامشلي.
وكانت هذه الموجهات اندلعت منذ يوم أمس "على خلفية عمليات احتجاز متبادلة بين قوات الدفاع الوطني وقوات الأسايش في المدينة، وفشل المساعي في إطلاق سراح المحتجزين من الجانبين" بحسب المرصد السوري، فيما ذكر الناشط الإعلامي أحمد أبو خليل لـ"العربي الجديد"، إن "الموجهات بدأت عند المربع الأمني إلا أنها انتقلت إلى مناطق أخرى بالقامشلي".
وأمس قالت صفحة الـ"ypg"(وحدات حماية الشعب الكردية) الرسمية في موقع "فيسبوك"، إنه "وبعد اقتحام قواتنا لسجن علايا بالاشتراك مع قوات الاسايش و قتل عدد من مرتزقة النظام و بعد تحرير أجزاء من سجن علايا قامت قواتنا بمحاصرة مرتزقة البعث، حيث قاموا بالاستسلام والآن السجن محرر بشكل كامل مع وجود قتلى لقوات النظام البعثي الشوفيني و الكثير من الأسرى".
وأكدت مصادر في المدينة لـ"العربي الجديد" سقوط ضحايا مدنيين، وكذلك قتلى من الجانبين في الموجهات، التي يبدو بأن حدتها تراجعت هذا اليوم، وسط أنباء عن التوصل لاتفاق تهدئة.
وتسيطر القوات الكردية على معظم مناطق مدينة القامشلي، فيما يحتفظ النظام بالسيطرة على مطارها والمربع الأمني الذي يحوي مقراتٍ عسكرية وأخرى أمنية، ويعتمد النظام هناك على جماعات مسلحة تتبع له وغالبهم من شباب المدينة الذين تطوعوا بميليشيات "الدفاع الوطني" التي أنشأت قبل نحو أربع سنوات.
وعموماً، فإن القامشلي التي تتداخل فيها مواقع سيطرة القوات التابعة للنظام مع الوحدات الكردية، تعيش حالة هدوء منذ سنوات، تتخله أحياناً مناوشات متقطعة، سرعان ما تنتهي.
ويقول الناشط أحمد أبو خليل، إن "النظام يحاول دائماً شرعنة وجوده بالقامشلي من خلال التلاعب بالتنوع العرقي في المدينة التي يسكنها عرب وأكراد، ومواجهات محدودة كهذه تحقق مآربه بالظهور أمام عرب المدينة أنه الضامن لوجودهم، وفي نفس الوقت الوحدات الكردية أيضاً تريد الظهور كمعارضين للنظام لا حلفاء معه في القامشلي"، لكن محتوى بعض الصفحات التابعة للوحدات الكردية على الإنترنت، تشير إلى تزايد حالة العداء مع النظام في المدينة خلال اليومين الماضيين.
وتعيش القامشلي لليوم الثاني على التوالي في ظل أجواء توتر وترقب، مع إغلاق معظم المحلات التجارية، وسط تزايد انتشار الحواجز العسكرية من قبل الجانبيين على أطراف وفي وسط المدينة الحدودية مع تركيا.