وأكد عريقات، في تصريح عقّب فيه على تصريحات نتنياهو، أنه من الواضح أن إسرائيل تمضي قدما في الخطط الرامية إلى تعزيز فرض دولة واحدة ونظامين في جميع أنحاء فلسطين التاريخية، المعروفة أكثر باسم نظام الفصل العنصري.
وكان نتنياهو ووزير الحرب الإسرائيلي، موشيه يعلون، ورئيس هيئة الأركان، غادي آيزنكوت، قد زعموا أن جيش الاحتلال سيحافظ على إمكانية الدخول إلى منطقة (أ)، وفقا للاحتياجات التشغيلية، وأنه لا يوجد أي اتفاق مع الفلسطينيين.
وفي سياق آخر، طالب عريقات، اليوم أيضا، المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، إيرينا بوكوفا، بتوضيح تصريحاتها وتعليقاتها حول اعتبارها قرار اعتماد تسمية المسجد الأقصى قراراً سياسياً للدول الأعضاء، وأنه غير مقبول لها.
وأكد القيادي الفلسطيني، في رسالة وجهها إلى بوكوفا اليوم الخميس، أنه ينبغي عليها التقيد والالتزام بقواعد القانون الدولي وبقرارات منظمة اليونسكو، ودعاها إلى تنفيذ القرار الصادر حسب الأصول من قبل المنظمة.
وقال عريقات: "تلقينا ببالغ القلق خبراً على المواقع الإلكترونية يفيد بتوجيهكم رسالة لعضو (كنيست) إسرائيلي بشأن قرار تمت الموافقة عليه مؤخراً من قبل المجلس التنفيذي لليونسكو بعنوان (فلسطين المحتلة)، وقد تم نشر مضمون هذه الرسالة علناً في وسائل الإعلام الإسرائيلية".
وتابع: "منظمة اليونسكو تخضع لدستورها الذي ينص على وظائف وقواعد وإجراءات المنظمة وهيئاتها التشريعية، وإننا نؤمن أن دوركم كمدير عام للمنظمة هو احترام ومتابعة وتنفيذ القرار حسب الأصول من قبل المجلس التنفيذي أو المؤتمر العام لليونسكو، بدلاً من التحفظ عليه. وإنه بموجب القانون الدولي، فإن دولة فلسطين، بما فيها القدس الشرقية، تخضع للاحتلال الإسرائيلي العسكري، وقد تم التأكيد على ذلك في العديد من قرارات المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة واليونسكو".
وشدد القيادي الفلسطيني على أنه "من الضرورة إيلاء الأهمية الكاملة لمزايا هذه القرارات الدولية في بياناتكم، والوضع القانوني لفلسطين، وخاصة القدس ومواقعها الدينية والوضع القائم فيها، بدلاً من تجاهلها"، مضيفا: "خلافاً لمزاعمك المناهضة لتسييس اليونسكو، فإن إصدارك هذا البيان هو أحد الأشكال التي تساهم في تسييس المنظمة، عندما يتم تجاهل القانون والأعراف الدولية والسعي لاسترضاء دولة بعينها، إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، التي تنتهك القانون الدولي بشكل ممهنج، وتعرقل عمل اليونسكو ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى في أرض دولة فلسطين المحتلة، بما في ذلك في القدس الشرقية المحتلة ومحيطها".
ولفت أمين سر اللجنة التنفيذية، في رسالته، إلى أنه ليس هناك خلاف على أن مدينة القدس مقدسة للملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، بمن في ذلك المسيحيون والمسلمون واليهود، وأن دولة فلسطين ملتزمة التزاما كاملاً باحترام حرية العبادة، و"بأية مبادرات من شأنها أن تدعم حفظ وتعزيز المواقع التراثية والدينية التي تعتبر مكوناً أساسياً دولتنا، بما في ذلك داخل وحول القدس الشرقية المحتلة".
وتابع: "على الرغم من ذلك، فإن إسرائيل تسعى إلى تغيير الوضع القائم لمقدساتنا، وخاصة في المسجد الأقصى والقدس، بما في ذلك عمليات الضم والتهويد، والتوسع الاستيطاني والتهجير القسري، وتنفيذ الحفريات ذات الدوافع السياسية، ومنع الحركة وحرية العبادة التي تقوض الاستقرار وفرص السلام".
وختم عريقات رسالته بدعوة بوكوفا مجدداً، بصفتها مديراً عاماً لليونسكو، إلى الاعتراف بهذا الواقع ونتائجه المدمرة وأن تقوم بفضحه، وألا تكون شريكة بمكافأة سلطة الاحتلال على انتهاكاتها.