وتدل تركيبة الوفد المرافق لنتنياهو في زيارته على أن تنسيق العمليات العسكرية في سورية يقع على رأس جدول الأعمال في لقاء نتنياهو بوتين.
وقال القيادي في حزب "الليكود"، أرئيل بلوشطاين: "ليس سراً أن الوتيرة المتسارعة للقاءات التي تجمع نتنياهو وبوتين تهدف بشكل أساس إلى محاولة تصميم خارطة الشرق الأوسط المستقبلية بما يخدم مصالح الطرفين". وفي مقال نشره صباح اليوم موقع صحيفة "يسرائيل هيوم"، المقربة من نتنياهو، أضاف بلوشطاين، أن الروس يحرصون على أن يأخذ أي حل مستقبلي في سورية المصالح الإسرائيلية، زاعماً أن الروس سيقبلون بضم الجولان لإسرائيل.
ولفت بلوشطاين، الذي كان مفوضاً للعلاقات بين الليكود والجالية اليهودية في الاتحاد الروسي، إلى أن روسيا، ولأول مرة تجاهر باعترافها بالرابط التاريخي بين "الشعب اليهودي" و"أرض إسرائيل" بما فيها الضفة الغربية، مشيراً إلى أن روسيا سمحت الأسبوع الماضي بعرض "وثائق البحر الميت" في مسرح "ههارميتاز" أهم المسارح الروسية، مع العلم أن هذه "الوثائق" تتحدث عن "حق الشعب اليهودي في أرض إسرائيل".
واعتبر بلوشطاين، أن "السياسة الحكيمة" التي اتبعتها حكومة الاحتلال الإسرائيلية مكنت تل أبيب من استنفاذ الطاقة الكامنة في العلاقات مع موسكو، دون التنازل "قيد أنملة عن المصالح الإسرائيلية".
وأشار إلى أنه "في الوقت الذي انقسمت دول العالم إلى قسمين، قسم في حال صراع مع روسيا، وقسم آخر في حالة خنوع لها، تمكنت إسرائيل من إرساء حوار استراتيجي مع الروس لضمان مصالحنا"، على حد قوله.
وألمح بلوشطاين إلى أن بوتين يقدر امتلاك إسرائيل سلاحاً نووياً، إلى جانب إدراكه للتأثير الطاغي لتل أبيب على الكونغرس الأميركي. ودون أن يعرض تفاصيل، أشار بلوشطاين إلى أن إسرائيل قدمت مساعدات لروسيا مكنتها من التدخل في سورية بشكل مثالي، مشيراً إلى أنه بدون التعاون الإسرائيلي كان الروس "يغوصون في الوحل السوري حتى العنق".
بدورها، لفتت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر اليوم، إلى أن روسيا التزمت الصمت حيال إعلان نتنياهو أن "الجولان ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية للأبد".
وكشف موقع صحيفة "ميكور ريشون" صباح اليوم، عن أن قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال أمير أيشل، يرافق نتنياهو في زيارته لموسكو، مشيرة إلى أن هذه الخطوة جاءت من أجل تعزيز التنسيق بين الجانبين في كل ما يتعلق بعمليات الجيشين الروسي والإسرائيلي في سورية.
وذكرت الصحيفة أن الحرص على التنسيق مع موسكو، يدلل على أن إعلان الأخيرة عن سحب قواتها من سورية "غير صادق".
يشار إلى أن نتنياهو اعترف قبل أسبوعين، وفي خطوة نادرة، بقيام إسرائيل بشن هجمات داخل سورية بهدف منع نقل سلاح إلى حزب الله.
من ناحيته قال المعلق الإسرائيلي شلومو تسيرنا، إن حرص نتنياهو على الاعتراف بشن عمليات في قلب سورية عشية زيارته لروسيا يهدف إلى إضفاء شرعية على خطوط إسرائيل الحمراء المتمثلة بعدم السماح بنقل أي سلاح من سورية إلى لبنان.
وفي مقال تحليلي نشرته صحيفة "يسرايل هيوم" في عددها الصادر اليوم، أشار تسيرنا إلى أن نتنياهو سيبحث مع بوتين تزويد إيران بمنظمة الدفاع الجوي المتطورة "S300"، موضحاً أن نتنياهو سيطلب من بوتين إلزام طهران بعدم تسرّب هذه المنظومة إلى حزب الله، على اعتبار أنها تعد "كاسرة للتوازن الاستراتيجي" مع الحزب وتقلّص من قدرة إسرائيل على المناورة في لبنان.
في السياق، كشف السفير الروسي في تل أبيب إليكاسندر شاين، حسب ما نقلت الصحيفة الإسرائيلية، النقاب عن أن روسيا نقلت من إسرائيل رسائل إلى نظام بشار الأسد بشأن إمكانية نقل جثمان الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي أعدم ودفن في دمشق عام 1966.
ونقل موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" اليوم، عن شاين قوله، إن روسيا طلبت من إيران، بناء على طلب من إسرائيل، معلومات حول مساعد الطيار الإسرائيلي رون أراد الذي فقد خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 1982.
من جهته، هاجم المعلق الإسرائيلي شمعون شامير، نتنياهو، بسبب حرصه على تعزيز العلاقات مع روسيا، مشيراً إلى أن هذا الجهد يأتي على حساب تطوير العلاقات مع الولايات المتحدة ورئيسها باراك أوباما.
وفي مقال نشرته اليوم صحيفة "معاريف"، قال شامير، إنه "في الوقت الذي يرفض نتنياهو التوقيع على اتفاق المساعدات العسكرية الأميركية غير المسبوقة، لإسرائيل، فإنه يطير إلى موسكو للقاء بوتين الذي حرص على تزويد إيران بسلاح نوعي".
وأضاف شامير، أنه في الوقت الذي تتردد واشنطن في التوصل لأي اتفاق تجاري مع إيران، فإن الروس يكثفون نشاطهم الدبلوماسي والسياسي في طهران، من أجل الظفر بصفقات كبيرة تحسن وضعهم الاقتصادي، معتبراً أن زيارة نتنياهو لموسكو مكافأة غير مستحقة لبوتين، حسب تعبيره.