وقال معاون آمر الفوج الثالث التابع للواء (91)، والمتمركز بمنطقة مخمور، الرائد سامي الهركي، في تصريح صحافي، إنّ "الجيش العراقي بدأ بمهاجمة قريتين تقعان في محور مخمور فجر الأربعاء، ولا تزال الاشتباكات جارية مع مسلحي "داعش"، لطردهم من قريتي كبروك، ومهانة.
ولم يشارك الفوج، الذي يقوده الضابط سامي الهركي، والمؤلف من "البشمركة" الكردية في هجوم اليوم، لكن الاستعدادات جارية لمشاركة الفوج بتقديم الدعم للقوات المهاجمة. وبحسب الضابط، إنّ طيران التحالف الدولي يقوم بتوفير غطاء جوي لهجوم الجيش في مخمور لتسهيل العمليات العسكرية.
وذكر مصدر في محور مخمور، أنّ طيران التحالف واستعداداً لبدء هجوم الجيش، بدأ بشن غارات ضد "داعش" منذ مساء أمس الثلاثاء، ما سهل على الجيش الوصول إلى مواقع قريبة من القريتين المذكورتين.
ووفقاً للمصدر، الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، فإنّ "قوات البشمركة التي تتمركز بمحور مخمور وعلى مسافات قصيرة من الجيش العراقي هناك تقدم دعماً بالمعلومات الاستخبارية عن داعش".
وبدأ الجيش العراقي في مارس/آذار الماضي ما سمي بالمرحلة الأولى لعملية تحرير محافظة نينوى، ومركزها مدينة الموصل، من تنظيم "داعش"، إلا أن تلك العمليات لم تحقق تقدماً لافتاً، وتعرض الجيش لخسائر في صفوفه نتيجة عمليات القصف والعمليات الانتحارية، التي شنها التنظيم ضده.
وتواجه جهود الحكومة العراقية لطرد تنظيم "داعش" من محافظة نينوى صعوبات كبيرة، بسبب عدم جاهزية القوات العراقية التي باتت منقسمة مذهبياً بين جيش مؤلف غالبيته من "الشيعة"، وقوات "الحشد الوطني"، المؤلف من أبناء عشائر نينوى ومعظمها من "السنة"، كذلك تؤثر إخفاقات العملية السياسية في بغداد والمشاكل في البرلمان والحكومة وقضية التعديل الحكومي، والإصلاحات، على سير المعارك ضد "داعش".
وتزداد المشاكل المؤثرة على جهود محاربة "داعش" يوماً بعد آخر، حيث انفجر صراع مسلّح بين قوات "البشمركة" ومليشيا "الحشد الشعبي" في قضاء طوزخورماتو، التابع لمحافظة صلاح الدين، ويُخشى أن ينتقل الصراع الى مناطق أخرى تقع بالقرب من خطوط التماس مع "داعش".
وتسعى الولايات المتحدة، لإقناع الأكراد بإشراك قوات "البشمركة" في معارك استعادة محافظة نينوى عبر تقديم الدعم بالسلاح والأموال لهم، لكن تمسك الجانب الكردي بشروط منها الاتفاق على آلية إدارة المحافظة بعد طرد التنظيم، وضمان مشاركة فعالة للأكراد والمسيحيين في الإدارة وعدم تهميشهم، وشرط عدم مشاركة قوات مثل "الحشد الشعبي" وحزب "العمال الكردستاني" التركي يقلل من فرصة تحرير المحافظة.