وأضاف أن المؤتمر سيعقده رئيس الوفد المستشار مصطفى سليمان، بمشاركة المستشار محمد حمدي، لكشف تفاصيل سفر الوفد لروما وما انتهت إليه الاجتماعات مع المحققين الإيطاليين في القضية.
وجلبت محاولات النظام المصري إخفاء ما جرى للطالب الإيطالي، الذي وجدت جثته في فبراير/ شباط الماضي ملقاة في إحدى المناطق خارج القاهرة الكثير من المتاعب غير المتوقعة للقاهرة، لاسيما في ظل تعدد الروايات المصرية حول أسباب مقتل الطالب الذي اختفى عن الأنظار ووجد ميتا وعلى جثته أثار تعذيب.
وعلى امتداد الأسابيع الماضية، حاولت السلطات المصرية تقديم إجابات لإيطاليا حول حقيقة ما جرى، وقالت في البداية إنه تعرض لحادث سير، وبعدها عرضت رواية مخالفة جاء فيها أنه تعرض للاختطاف والقتل على يد عصابة إجرامية، دون أن يقنع ذلك السلطات الإيطالية، التي اتهمت الأجهزة الأمنية المصرية بتصفية الطالب.
وأمام مماطلة السلطات المصرية في تقديم إجابات كافية حول ما جرى، أقدمت روما على استدعاء سفيرها لدى القاهرة، مساء أمس، وهي الخطوة التي أتت كرد الفعل على عدم تقديم الجانب المصري ما يفيد التوصل لقتلة ريجيني حتى الآن، والادعاء بأنه قتل على يد عصابة تمت تصفية أفرادها في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن.
ورأى مقال لمجلة "فورين بوليسي" أن استدعاء السفير قد يؤثر على العلاقات بين البلدين، خصوصا أن إيطاليا تعد أكبر حليف وداعم للقاهرة في الاتحاد الأوروبي، ولها استثمارات اقتصادية كبيرة بمصر. بيد أن المقال أوضح أن تصميم مصر على التضحية بعلاقاتها مع حليف دبلوماسي واقتصادي يكشف حالة عدم الطمأنينة التي يمر بها الرئيس عبد الفتاح السيسي داخل البلاد. ولفت المقال إلى أن وزير الدفاع السابق يرى أن مواجهة الأجهزة الأمنية أو اتهامها بالتورط بقتل الطالب، قد يعني إثارة غضب تلك الأجهزة، لاسيما أن السيسي يعتبر نفسه في حاجة ماسة لخدماتها في حال خروج تظاهرات شعبية جديدة ضده.
وكان وفد المحققين المصريين قد توجه إلى إيطاليا، الأربعاء الماضي، لتقديم التحريات الأمنية وأوراق التحقيقات في القضية ومستجدات التحقيقات، إلا أنه خلال اليوم الثاني من الزيارة سارعت روما باستدعاء سفيرها من القاهرة.
وبحسب مراقبين، فإن مصر تعرضت لضربة موجعة من إيطاليا باستدعاء السفير من القاهرة، وهو ما يعني فشل كل المشاورات واللقاءات بين الجانبين، في محاولة لكشف ألغاز مقتل ريجيني.
ويرى المراقبون، أن الرد الإيطالي جاء عنيفا، حتى إنها لم تنتظر حتى مغادرة الوفد المصري، وهو ما يعكس وجود توتر شديد بين البلدين على خلفية عدم اقتناع روما بسير التحقيقات، واعتبار روايات الأمن حول المسؤولين عن قتل ريجيني"فبركة".