وقال حفتر، في مقابلة مع تلفزيون مقرب منه، ليلة أمس الثلاثاء، إن "الحكومة لا تهمني، وكل قراراتها حبر على ورق"، ساخرا من قرارها إنشاء حرس رئاسي.
وعن العملية العسكرية التي أطلقها المجلس الرئاسي ضد تنظيم "داعش" في سرت، قال إنها "مجرد مزايدات فارغة، وليس لديّ وقت أضيعه في الحديث عنها"، معتبرا أن جيشه "هو الشرعي الوحيد والقادر على دحر "داعش"، حسب قوله. وشدد على أن الحكومة "فاشلة، لأنها تعمل مع التيارات الإسلامية والمليشيات التي لا أضعها إلا في سلة واحدة مع داعش".
ورغم الأنباء المتزايدة عن وجود مساع للوصول إلى اتفاق من أجل منح برلمان طبرق ثقته لحكومة الوفاق، إلا أن تصريحات حفتر تعكس استمرار رفض البرلمان، الواجهة السياسية لحفتر، لحكومة فايز السراج، وبالتالي إمكانية انهيار العملية السياسية.
ولا يزال حفتر، من خلال تصريحاته الأخيرة، يقدم نفسه في صدارة "محاربي الإرهاب"، إذ يرمي كل خصومه بـ"موالاة الإرهاب" وإن كانوا "ممن وقف في وجه نظام القذافي وساهم في إسقاطه".
وعلى الرغم من أن حفتر كان قد أعلن إيمانه بـ"ثورة فبراير التي أسقطت حكم القذافي"، غير أنه اعتبر "رموز النظام السابق ليبيين ومرحَبا بهم في بلادهم، ولهم الحق في المساهمة في تحرير مدينة سرت من قبضة الإرهاب".
وبحسب مراقبين، فإن التصعيد المفاجئ من قبل اللواء المتقاعد يعكس عجزه عن فك العزلة التي ضربها حوله الاتفاق السياسي، فـ"إلى جانب فشله العسكري في بنغازي ودرنة، وعجزه عن التقدم للسيطرة على مواقع النفط أمام حرس المنشآت النفطية، فشل أيضا، من خلال ممثله في المجلس الرئاسي، علي القطراني، في تحصين منصبه كقائد عام للجيش". ومن شأن رفع الحصانة عنه أن يفتح ملفات التحقيق معه في التهم الموجهة إليه بارتكابه جرائم حرب في بنغازي ودرنة، إضافة إلى تزايد الحديث عن التعذيب في سجونه، خصوصا في مدينة المرج، التي تعتبر معقله العسكري.
وأشارت كتابات لنشطاء ليبيين على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى ارتباط تصعيد حفتر الأخير بوصول غريمه العسكري، المهدي البرغثي، المكلف من المجلس الرئاسي بشغل حقيبة الدفاع في حكومة الوفاق، يوم أمس الثلاثاء، إلى منطقة راس الانوف، مقر حرس المنشآت النفطية الموالي للمجلس الرئاسي، ولقائه برئيسه إبراهيم الجضران، في طريقه إلى طرابلس لاستلام مهام وزارته.
سقوط مقاتلة تابعة لحفتر في طبرق
وعلى الصعيد الميداني، أكد آمر قاعدة طبرق العسكرية، عبد الله جودة، سقوط طائرة حربية تابعة لقوات حفتر، صباح اليوم الأربعاء، إثر محاولتها الهبوط في مدرج القاعدة.
وقال جودة، لـ"العربي الجديد"، إن طائرة من طراز "ميغ 21" سقطت بسبب سوء الأحوال الجوية، بينما كانت تحاول الهبوط في مدرج القاعدة، مما أدى إلى وفاة أحد طياريها ونجاة آخرين من طاقمها.
وتعتبر الطائرة هي الثانية التي تسقط في أقل من أسبوع، إذ أعلنت قيادة طبرق العسكرية، السبت الماضي، عن سقوط مروحية من طراز Mi 8 كانت قادمة من الكفرة جنوب ليبيا، بسبب الأسباب ذاتها، ونجاة طاقمها الذي نُقل إلى مستشفى المدينة لتلقي العلاج.
وتعتبر قاعدة جمال عبد الناصر في طبرق من الحصون العسكرية التابعة لقوات اللواء المتقاعد، إذ تغطي المقاتلات التابعة له مساحة شاسعة من الحدود المصرية شرقا إلى قاعدة المرج غربا (شرق بنغازي 110 كم)، وصولا إلى الكفرة أقصى جنوب ليبيا على الحدود الليبية السودانية.