تتواصل مشاورات السلام اليمنية برعاية الأمم المتحدة في الكويت، من خلال اجتماعات للمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يتركز أغلبها في الأيام الأخيرة مع وفد الانقلابيين. وفي هذا الإطار، دخلت أمس الاثنين، النقاشات بتفاصيل إجرائية تُمهّد لاتفاق حول مواضيع أساسية.
وكانت قد ترددت أنباء منذ أشهر أنه "يقيم في أبوظبي تحت الإقامة الجبرية". يذكر أن مصادر حكومية كشفت يوم الأحد، أن وفد الشرعية المشارك في المشاورات، سلّم قائمة تتضمن أسماء 2630 مختطفاً وأسيراً لدى الحوثيين وحلفائهم، في إطار جهود ترعاها الأمم المتحدة لإطلاق العديد من الأسرى والمعتقلين قبل شهر رمضان. مع العلم أن رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عبيد بن دغر، شدّد أمس على أنه "لا تنازل عن الإفراج عن وزير الدفاع، اللواء محمود الصبيحي، واللواء فيصل رجب، وشقيق الرئيس، اللواء ناصر منصور هادي، وكافة المعتقلين لدى جماعة أنصار الله، والقوات الموالية للرئيس للمخلوع".
في غضون ذلك، تُفيد مصادر يمنية مرافقة للمشاركين في المشاورات لـ"العربي الجديد"، أن "المبعوث الأممي واصل أمس لقاءاته مع وفدي جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحزب المؤتمر الشعبي، الذي يرأسه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، لمواصلة النقاش حول تصورّات المرحلة المقبلة والضمانات والإجراءات المطلوبة، لتعزيز الثقة بما يساهم بالوصول إلى اتفاق بين الأطراف".
وتوضح المصادر أنه "حسب التصوّرات المقدمة من الطرفين، ومصادر قريبة من أروقة المفاوضات، فإن الوفدين متفقان مبدئياً على تشكيل اللجنة العسكرية والأمنية، التي تتولّى الإشراف على مختلف الإجراءات المطلوبة، لإنهاء الحرب وتنفيذ أبرز مقررات قرار مجلس الأمن الدولي 2216. غير أن الوفدين يختلفان في التفاصيل، إذ يطالب الحوثيون وحلفاؤهم في أن تكون اللجنة توافقية، وتشترك فيها مختلف الأطراف بإشراف الأمم المتحدة، فيما تتضمن رؤية الوفد الحكومي تشكيل اللجنة بقرار من الرئيس عبدربه منصور هادي، وتُمثّل الشرعية، على أن تتولى هي مختلف الإجراءات والإشراف على الانسحابات وتسلّم الأسلحة في مقرات تحددها الحكومة".
وجاءت تصريحات ولد الشيخ أحمد بعد يوم من حديثه عن اقتراب المشاركين "من الاتفاق على مبادئ محددة لاتفاق شامل، يرتكز على حل سياسي". الأمر الذي لم تؤكده المصادر المقربة من الوفود المشاركة، باستثناء التأكيد على وجود دعم إقليمي ودولي غير مسبوق للمقترحات المقدمة من الأمم المتحدة، بغية الوصول إلى اتفاق سلمي.