لم يتوقف النظام السوري عن دك مدينة داريا قرب دمشق بالطائرات والمدفعية سوى لساعات قليلة، بين دخول وخروج قافلة المساعدات الدولية، وتبعت ذلك محاولة تقدم من الجهة الغربية للمدينة.
وقال المجلس المحلي في مدينة داريا إن أكثر من 30 برميلاً متفجراً ألقيت على المدينة منذ صباح اليوم، الجمعة، وحتى منتصف النهار، مما أسفر عن سقوط جرحى في صفوف المدنيين، فيما قُتل الإعلامي، حسان أبو مسلم، في أثناء تغطيته محاولات اقتحام المدينة.
وقال ناشطون إن قوات النظام شنت هجوماً قوياً، ترافق مع قصف جوي ومدفعي وصاروخي عنيف، وذلك بعد عدة ساعات فقط من السماح بدخول أول مساعدات غذائية للمدينة المحاصرة منذ أربع سنوات، مشيرين إلى أنها تحاول التقدم من الجهة الغربية لمدينة داريا، ترافقها بعض الدبابات التي تقصف المباني السكنية.
كما تتعرض المدينة أيضاً لقصف مدفعي وصاروخي عنيف جداً، بينما تنشط حركة الطيران المروحي بكثافة في أجواء المدينة مع إلقاء المزيد من البراميل المتفجرة في محاولة لتغطية تقدم عناصر النظام على الأرض.
وتحاول قوات النظام والمليشيات المساندة لها، كل بضعة أيام، التقدم على أحد المحاور في المدينة، لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل حتى الآن.
وكانت قد دخلت المدينةَ بعد منتصف ليلة الخميس الجمعة، سياراتُ الأمم المتحدة يرافقها وفد من الهلال الأحمر السوري، مع قافلة من المساعدات لأهالي مدينة داريا، هي الثانية منذ حصار المدينة من جانب قوات النظام قبل أربع سنوات. وكانت القافلة الأولى قبل حوالى عشرة أيام شحيحة وخالية من المواد الغذائية.
وقال المجلس المحلي في المدينة إن قافلة المساعدات احتوت على تسع شاحنات تضم مساعدات متنوعة، من بينها مساعدات غذائية، للمرة الأولى منذ بدء الحصار، الذي تفرضه قوات الأسد على المدينة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2012. وأوضح أن المساعدات شملت 480 سلة غذائية مخصصة لـ 2400 شخص، ولمدة شهر واحد فقط، حسب أحد المسؤولين الأمميين المرافقين للقافلة، كما شملت كميات من الطحين وسللاً صحية وشوادر ومواد قرطاسية ومواد أخرى.
ورافق القافلة وفد يمثل عدداً من المنظمات التابعة للأمم المتحدة، بينهم خولة مطر، مديرة مكتب المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، في دمشق، ومدير مكتب الأمم المتحدة في دمشق، يعقوب الحلو. وقد التقى الوفد عدداً من الأهالي والنشطاء والقياديين في المدينة، وغادرت القافلة المدينة حوالى الساعة الثالثة فجراً.
من جهته، قال مدير عمليات الهلال الأحمر السوري، تمام محرز، إن "تسع شاحنات أفرغت حمولتها في داريا، وتحتوي على مساعدات غذائية، بينها مأكولات جافة وأكياس من الطحين، ومساعدات غير غذائية، بالإضافة إلى مساعدات طبية ".
ورأى محرز أن المساعدات، التي دخلت، تكفي لإطعام سكان البلدة التي يعيش فيها أكثر من 8000 مدني مدة شهر واحد.
غير أن الناشط، أبو وائل، قال على حسابه في "تويتر"، إن المساعدات التي دخلت تكفي ألف شخص فقط، علماً بأن عدد المحاصرين يبلغ 8300 شخص.
وجاء تسليم المساعدات بعد ساعات من إعلان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، للصحافيين، موافقة النظام على دخول قوافل الإغاثة إلى 19 منطقة محاصرة من جانب قواته.
وحذر دي ميستورا من أن موافقة النظام هذه لا تعني بالضرورة وصول المساعدات للأماكن المستهدفة، إذ وافق النظام في السابق على دخول المساعدات، لكنه عطل ذلك عملياً من خلال الإجراءات على الأرض.