قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، خالد مشعل، الأربعاء، إن أولويات حركة حماس تتمثل الآن في "إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية، والمحافظة على زخم المقاومة والانتفاضة، وتحقيق التوافق الوطني على إدارة الانتفاضة وتكتيكاتها بما يحافظ على نتائجها وحماية القدس والأقصى وتقوية المشروع الفلسطيني".
وأضاف مشعل، خلال كلمة له في حفل إفطار أقامه في الدوحة بحضور إعلاميين وصحافيين أن "كسر الحصار عن غزة وإيجاد حلول حقيقية لأزماته، مع السعي لتجنب أي حرب جديدة على القطاع، والاستمرار بتدعيم قدرات المقاومة والاستعداد لأسوأ الاحتمالات، من الأولويات أيضاً".
ودعا مشعل القادة الفلسطينيين إلى العمل وفق برامج وآليات محددة لإشراك جميع قطاعات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج بالمشروع الوطني، مؤكدا على ضرورة التحرك الفلسطيني "بفاعلية ودقة"، على الساحة العربية والدولية، وفق استراتيجية مشتركة، بما يحقق إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية ومكانتها وكسب الدعم والتأييد لها.
ولفت رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إلى ما اعتبره "مخططات إقليمية يتم الإعداد لها لمحاولة صياغة المشهد الفلسطيني الداخلي وصناعة قيادته الجديدة والتحكم فيها وفق مقاسات إقليمية وليس وفق متطلبات الفلسطينيين ومصالحهم".
وتابع: "في ظل التطورات الإقليمية الساخنة، تتعاظم المسؤولية علينا كفلسطينيين بصورة غير مسبوقة، وفي ظل انشغال العالم عنا (ما حك جلدك مثل ظفرك)"، مضيفا أن "العدو" يحاول استعجال التطبيع، على حساب القضية الفلسطينية، ويستغل صراعات المنطقة لتقديم نفسه كـ "لاعب لا يُستغنى عنه، وشريك لبعض الأطراف".
وأضاف: "ما يجري من حديث ومخططات (في إشارة إلى المبادرة الفرنسية) ما هو إلا مبادرات سياسية دولية أقرب لملء الفراغ منها إلى فرصٍ جادة لمعالجة الصراع، فضلًا عن اختلال مضمونها"، مطالباً القادة الفلسطينيين ألا يسعدوا بالفتات، فهي للتلهية.
وأكد مشعل على ضرورة التحرك الفلسطيني "بفاعلية ودقة" على الساحة العربية والدولية، وفق استراتيجية مشتركة، بما يحقق إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية ومكانتها وكسب الدعم والتأييد لها.
وأشار إلى أن "حماس" تبدي احترامها وتعاطفها مع شعوب الأمة، وأنه "لا تعارض مع أولوية قضيتنا وأولوية قضايا الأمة، التي لم تعد مجرد قضايا سياسية، بل فيها نزف ودماء"، لافتا إلى أن (إسرائيل) "عامل أساس في تأجيج أزمات المنطقة وتأخير حلها، في إطار السعي لتقسيم المنطقة".
وشدد في الوقت نفسه على أن "سياسة حركة حماس واضحة وتقوم على "عدم التدخل في شؤون الدول، وأنها لم تتدخل في أي شأن عربي أو غير عربي".
وقال، في هذا الصدد، "التصرفات الفردية من المحسوبين على الحركة لا تُلزمها، وهي غير مسؤولة عنها، وحماس متعاطفة مع قضايا الأمة، والتعاطف لا يعني التدخل بالقتال ولا بالسياسة في هذه القضايا، لأنها ليست مسؤوليتنا".
وبين أن حركة "حماس" تقود معركة كبيرة ضد الاحتلال الإسرائيلي، "ما يستوجب الانفتاح على الأمة، خاصة في ظل اختلال موازين القوى التي تفرض الحاجة لدعم الأمة".
وقال إن من حق كل صاحب قضية طرق أبواب العالم، بشرط ألا يدفع فاتورة ذلك من قيمه ومبادئه، موضحاً: "مررنا بمرحلة كان لدينا تحالفات، اتفقنا معهم على قضية فلسطين، وعندما انشغل كل طرف بأولوياته الأخرى، افترقنا جغرافياً وسياسياً".