وكانت مفوضية الانتخابات قد أعلنت في وقتٍ مبكر من صباح اليوم، عن فوز معسكر الخروج من الاتحاد الأوروبي، بعد تصويت غالبية البريطانيين لصالح خيار الخروج، في الاستفتاء العام الذي جرى أمس الخميس.
وذكرت رئيسة مفوضية الانتخابات، جيني واتسون، في إعلان رسمي من مركز فرز الأصوات في مدينة مانشستر، إن 51,9 من البريطانيين صوتوا في استفتاء لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، مقابل 48 بالمئة ممن صوتوا للبقاء في استفتاء تاريخي أدى إلى خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بعد 43 عاماً".
وفي كلمة مختصرة أمام مقر الحكومة البريطانية في "10 داوننغ ستريت" في لندن، قال كاميرون "كنت واضحاً تماماً (في الاستفتاء)، حول اعتقادي أن بريطانيا هي أقوى وأكثر أمناً، وأفضل حالاً داخل الاتحاد الأوروبي. وأوضحت أن الاستفتاء حول هذا وهذا وحده، وليس حول مستقبل أي سياسي واحد، بما في ذلك أنا شخصياً. ولكن الشعب البريطاني قد اتخذ قرارا واضحا جداً، وقرر المضي في اتخاذ مسار مختلف، لذلك أرى أن البلاد تتطلب قيادة جديدة للسير في الاتجاه الذي اختاره الشعب".
وأضاف "سأفعل كل شيء خلال تواجدي في منصب رئيس الوزراء، لتحقيق استقرار السفينة على مدى الأسابيع والأشهر المقبلة، لكنني لا أعتقد أنه سيكون من المناسب بالنسبة لي أن أحاول البقاء في كرسي القائد الذي سيقود بلادنا إلى الوجهة المقبلة". ليس من السهل اتخاذ قرار الاستقالة، لكنه يصب في المصلحة الوطنية، وحتى يتحقق الاستقرار خلال الفترة الانتقالية قبل تسلم القيادة الجديدة المطلوبة".
كما أشار كاميرون إلى أن اختيار رئيس وزراء سيكون خلال مؤتمر حزب المحافظين، في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وكان قد شارك نحو 30 مليون شخص في استفتاء الأمس، بنسبة تبلغ 71.8 % من المسجلين في قوائم الانتخابات، وهي أعلى نسبة مشاركة في بريطانيا منذ عام 1992.
وفي أول ردود الفعل على نتيجة الاستفتاء التي فاجأت المراقبين، صرّح زعيم المجموعة البرلمانية لحزب المحافظين، بأن الشعب البريطاني صوّت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، مضيفا "الآن علينا أن نتكاتف".
وعلى الصعيد الأوروبي، قال رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز إن "بريطانيا اختارت أن يكون لها مسار خاص بها وسيكون مسارا صعبا جدا".
أما وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير فعلّق على النتيجة قائلاً "الأنباء من بريطانيا مقلقة.. يبدو أنه يوم حزين لأوروبا والمملكة المتحدة".
من جهةٍ أخرى، ألقت نتائج الاستفتاء بظلالها فوراً اقتصاديا، فهوى الجنيه الاسترليني أمام الدولار الأميركي لأدنى مستوياته منذ عام 1985.