وقال عبد السلام أبو غزالة، والد الشهيد ثائر (أقدم شهيد فلسطيني محتجز منذ أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي)، لـ"العربي الجديد"، على هامش وقفة مطالبة باسترداد الجثامين عصر اليوم، وسط مدينة رام الله، إن "محاولات إسرائيل لإذلالنا وابتزازها لنا لتسليم جثامين أبنائنا مرفوضة، وستبقى فعالياتنا متواصلة، حتى لو اعتقلنا الاحتلال، حتى يتم الإفراج عن الجثامين".
وكانت سلطات الاحتلال، قد قررت، اليوم الأربعاء، إبعاد والد الشهيد المقدسي بهاء عليان، المحتجز جثمانه منذ نحو 9 أشهر، وهو المتحدث باسم أهالي أولئك الشهداء أيضا، عن المسجد الأقصى المبارك، مقابل الإفراج عنه بعد يومين على اعتقاله، إضافة للحبس المنزلي لمدة خمسة أيام بحقه.
وحول دور الصليب الأحمر الدولي، أوضح أبو غزالة أن "الأهالي توجهوا إلى مقر الصليب في القدس قبل نحو أسبوعين، من أجل فحص ومعاينة جثامين أبنائنا، لكنه لم يرد علينا، للآن"، متهما إياه بـ"التقصير وعدم وجود دور فاعل له في قضية أبنائهم".
وخلال الوقفة المطالبة باسترداد جثامين الشهداء، والتي شارك فيها عشرات النشطاء وأهالي الشهداء، رفع المشاركون لافتات وصوراً تطالب بالإفراج عن جثامين الشهداء، وهتفوا هتافات تطالب بضرورة الإفراج عن الجثامين، منها (لا فرحة ولا عيد إلا بتشييع الشهيد، اسمعي يا ام الشهيد هاي الصرخة بدها تزيد)، كما طالبوا السلطة والرئاسة الفلسطينية بضرورة التحرك من أجل الضغط على الاحتلال للإفراج عن الجثامين، وقالوا (يا سلطة وطنية بدها وقفة جدية، اسمع اسمع يا رئيس بدنا نشيع العريس).
من جانبه، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر عدنان لـ"العربي الجديد"، خلال الوقفة، إن "الجميع مطالب فلسطينيا من أعلى الهرم بأن يحمل الهم كما يحمله أهالي الشهداء، رغم أن الشهداء لا يضرهم شي في الاحتجاز، بل هي محاولة إسرائيلية للتنكيل بأهالي الشهداء".
وشدد عدنان على أن "اعتقال الاحتلال لوالد الشهيد بهاء عليان، وحبسه منزليا أو إبعاده عن المسجد الأقصى، لن يوقف الحراك، وهو ما يؤكد على أنه لا يجب أن يترك أهالي الشهداء لوحدهم".
بدوره، أكد الأسير المحرر الصحافي محمد القيق، في حديث لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة الاحتجاجية: "ثبت بأن الاحتلال لا يأتي بأي إنجاز ولا حق للفلسطينيين إلا من خلال المظاهرات والمواجهات، وكذلك الحراك الدبلوماسي والانخراط في المؤسسات الدولية، إذ إن نقل ملف احتجاز جثامين الشهداء للمجتمع الدولي، من شأنه أن يدعم انتصار أهالي الشهداء بتسليم جثامين أبنائهم".
ومن المفترض أن تناقش محكمة العدل العليا الإسرائيلية يوم السابع من الشهر المقبل ملف احتجاز جثامين الشهداء، بعدما امتنعت سلطات الاحتلال عن الإفراج عن جثامين ثمانية فلسطينيين، عقب تشييع جثمان الشهيد علاء أبو جمل الشهر الماضي، بحجة خرق شروط الدفن، رغم وجود قرار للمحكمة العليا في الخامس من الشهر الماضي بضرورة تسليم الجثامين قبل الأول من رمضان، إذ سلّمت عدداً منهم وأبقت على ثمانية، فيما دحض أهالي الشهداء هذه الادعاءات ورفضوها.
وتتمثل الشروط الإسرائيلية من أجل تسليم جثامين أولئك الشهداء، بـ"تحديد أعداد المشيعين، ودفع كفالات مالية، والدفن في ساعات الليل فور الاستلام"، وشروط جديدة، وهي "إعطاء الشرطة صلاحية اختيار وتحديد المقبرة الإسلامية التي سيدفن فيها الشهيد، ومكان الجنازة، بما يسمح لها السيطرة التامة على مجريات الأمور".
واستشهد خلال انتفاضة القدس التي اندلعت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي 219 شخصاً احتجزت إسرائيل على فترات متفاوتة جثامين 113 شهيداً منهم، وأبقت على جثامين ثمانية، وهم: ثائر أبو غزالة، وبهاء عليان، وعبد المحسن حسونة، وعبد المالك أبو خروب، ومحمد الكالوتي، ومحمد أبو خلف، وجميعهم من القدس، إضافة لشهيدين من الضفة الغربية، هما عبد الحميد أبو سرور، وأنصار هرشة.