وتقول هذه المصادر لـ"العربي الجديد" إنّ "الاتفاق الذي تم بين الإيرانيين وجيش الفتح والروس، يقضي بإخراج 50 مسلحاً من مضايا مع عائلاتهم، سمّاهم النظام، إذ لا يقبل أن يجري معهم مصالحة، إضافة إلى من يرغب من المقاتلين أو الأهالي الخروج نحو إدلب، في حين يصدر عفو رئاسي عن جميع الموجودين في مضايا وبقّين، على أن يدخل الجيش السوري إليهما ويكون المسؤول الوحيد عنهما". وتلفت إلى أن "حزب الله هو حالياً المسؤول المباشر عن حصار كل من مضايا، وبقين، والزبداني. وكان طوال الفترة الماضية المشرف على تطبيق اتفاق المدن الأربع؛ كفريا، والفوعة، ومضايا، والزبداني، الذي عُقد بين الإيرانيين وجيش الفتح، وعلى أساسه كان تدخل مساعدات إنسانية إلى المدن، ويتم إخراج مصابين أو أشخاص بتوقيت متطابق".
وتشير المصادر إلى أن "الاتفاق يتضمن تسوية أوضاع المنشقين عن الجيش والمتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية والطلاب الذين خسروا دراستهم". وتضيف المصادر ذاتها إلى أنّ "الاتفاق ينص كذلك على خروج من تبقى في الزبداني من مقاتلين ومدنيين، والذين يبلغ عددهم 120 شخصاً تقريباً، إلى مدينة إدلب، لتصبح المدينة وسهلها وجزء من سهل عين حور تحت سيطرة حزب الله". وأعربت المصادر عن مخاوفها من أن تلقى الزبداني مصير القصير، إذ منع الحزب أهلها من العودة إليها، خصوصاً أن اجتماعاً جرى، قبل أسابيع، بين قيادات من المعارضة المسلحة وحزب الله في المنطقة، قال فيها الأخير إنه دفع ثمن الزبداني دماً ولن يتنازل عن هذه المدينة"، وفقاً للمصادر.
وتداولت تسريبات، قبل شهر، حول وجود اتفاق بين الإيرانيين و"جيش الفتح"، يقضي بإخراج أهالي الزبداني، ومضايا، وبقين إلى إدلب، وجلب أهالي الفوعة وكفريا بدلاً عنهم، الأمر الذي قوبل بحملة واسعة من الاستنكار والرفض لتغيير الواقع الديمغرافي للمنطقة، ما حال دون تطبيق الاتفاق حينها.
ويفيد ناشطون من الزبداني أن "حزب الله في المنطقة هو الحاكم الفعلي، وقراره يعلو كل القرارات، إذ يتولى حصار المناطق بالمطلق، ويتاجر بإدخال المواد الغذائية، ويبيعها للمنظمات الإنسانية بأسعار خيالية، إذ بيع كيلو الرز أيام الحصار الخانق بـ120 ألف ليرة سورية، في حين يبلغ سعره الرسمي أقل من 500 ليرة سورية"، وفقاً للناشطين.
وحاول الروس، سابقاً، التدخل بملف مضايا والزبداني، قبل توغل القوات الروسية بالعمليات العسكرية في سورية العام الماضي، إذ زار السفير الروسي، ألكسندر كينشاك، منطقة قريبة من مضايا وتحدث بالهاتف مع أحد قادة المعارضة فيها إلا أن جهوده لم تفلح حينها.
ويرى متابعون أن هناك صراعاً إيرانياً ـ روسياً حول النفوذ في سورية، إذ يعمل الروس لتحجيم النفوذ الإيراني في سورية، وعدم إطلاق يدهم بأي صراع، وبدا ذلك واضحاً في العديد من التحركات الميدانية، كما جرى في معارك جنوب حلب، إضافة إلى بروز النفوذ الإيراني عبر المليشيات الموالية للنظام السوري. في حين عمد الروس إلى التمدد عبر قطع القوات النظامية والشعب الأمنية، خصوصاً شعبة الأمن العسكري، التي تعتبر اليوم الذراع الروسية في إدارة العديد من الملفات، وعلى رأسها الملف السياسي الخاص بمشاورات جنيف.
وأعطى انخراط القوات الروسية في العمليات العسكرية منذ نهاية سبتمبر/أيلول العام الماضي، عبر طيرانه الحربي، الذي وصل اليوم إلى وجود قوات على الأرض، بحسب شهادات من مقاتلين ضمن القوات النظامية، إضافة إلى تلزيم الأميركيين الملف السوري للروس، وتزعمها إلى جانب أميركا رئاسة مجموعة دعم سورية الدولية، دوراً رئيسياً في إدارة الملفات السورية الميدانية والسياسية.
وتشهد كل من مضايا، وبقين، والزبداني حصاراً خانقاً، منذ نحو عام، إذ تمت إحاطتها بالحواجز وآلاف الألغام إضافة إلى القناصين، ما تسبب بموت أكثر من 65 شخصاً من جراء مضاعفات الجوع، إضافة إلى العديد من الأشخاص الذين فقدوا حياتهم أو أصيبوا بعاهات دائمة أو تم اعتقالهم أثناء محاولتهم الخروج من المدينة أو جلب بعض المواد الغذائية والطبية لأهل المدينة. علماً أن أكثر من 400 شخص بحاجة إلى رعاية طبية خاصة ما زالوا محتجزين داخل المدينة ويرفض الحزب والنظام إخراجهم.