رفضت جوبا، اليوم الأربعاء، قرار الرؤساء الأفارقة، خلال قمة كيجالي الأخيرة، إرسال قوة إقليمية من دول السودان وأوغندا واثيوبيا وكينيا ورواندا، إلى جنوب السودان، فيما تظاهر نحو ألف شخص للتنديد بالقرار.
واعتبر الحزب الحاكم في جوبا، القوات الإقليمية المقرر إرسالها بمثابة "إعلان حرب".
وينتظر أن يقدم مستشار رئيس جنوب السودان، للشؤون الخارجية، نيال دينق نيال، ووزير الخارجية دينق الور، تقريراً للرئيس سلفاكير، بشأن قرارات القمة الأفريقية الأخيرة لإعلان الرأي الرسمي منها.
وخرج نحو ألف شخص في جوبا بتظاهرات سلمية للتنديد بقرار الاتحاد الأفريقي ورفع المتظاهرون لافتات، أكدت الرفض القاطع لدخول قوات إضافية لجنوب السودان، فضلاً عن لافتات تنتقد الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي وتشدد على سيادة دولة جنوب السودان.
وقرر الرؤساء الأفارقة خلال قمة كيجالي الاخيرة، إرسال قوة إقليمية من دول السودان ويوغندا وإثيوبيا وكينيا ورواندا لتقوم بمهام أكبر من مهام الأمم المتحدة في حفظ الاستقرار في جنوب السودان، والحد من جولات الاقتتال، وخصوصاً أن زعيم المعارضة رياك مشار، وضع نشر القوة الاقليمية ضمن شروط عودته إلى جوبا وممارسة مهامه كنائب أول.
وغادر مشار جوبا، عقب المعارك الأخيرة، حيث انهارت عملية السلام التي وقعها الفرقاء الجنوبيون في أغسطس/آب الماضي في أعقاب أحداث القصر الرئاسي، واتهام المعارضة المسلحة للحكومة في جوبا بمحاولة اغتيال زعيمها رياك مشار، وما تلا ذلك من سلسلة أحداث قصفت خلالها الحكومة موقع تمركز القوات المعارضة في جوبا.
وانقسم سكان جنوب السودان، بين مؤيد ومعارض للقوات الأفريقية، فالبعض قلل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من أهمية تظاهرة اليوم، واتهم الحكومة بتدبيرها، فيما احتج آخرون على خطوة إرسال قوات أفريقية، واعتبروا مؤيديها "خونة". كما أبدوا رفضهم للتدخل الأجنبي في جوبا.
وتخوف مراقبون من أن تنجح الحكومة في شحن الشارع ضد القوات الأفريقية المقرر إرسالها، ثم تراجع موقفها وتقبل بها تحت الضغوط، ما يجعل تلك القوات في مواجهه مع الشارع.
واعتبر المحلل السياسي، مصطفى بيونق، أن "قرار نشر القوة الإقليمية أسيء فهمه لأن الهدف من الخطوة إنقاذ اتفاقية السلام".
وأوضح أن "أنصارالحكومة، فهموا أن تلك القوات تأتي بقصد التدخل الدولي، بينما يرى السواد الأعظم من الشعب أنها بمثابة فصل للقوات المتحاربة خاصة بعد أحداث القصر".
ورأى بيونق أن "نجاح مهمة تلك القوات عبر التفويض الدولي لاستخدام القوة لفض خروقات وقف إطلاق النار، وإخلاء العاصمة من الوجود الكبير للقوات العسكرية، بجانب مهمة حراسة زعيم المعارضة رياك مشار وقادته، سيكون له دور في الاستقرار".
وشدد على "أهمية ربط وجود القوة الإقليمية، بفترة ولحين تكوين الجيش القومي وتدريبه وفق ما نصت عليه الاتفاقية".
لكن مراقبين آخرين، يرون أن "جوبا ستعارض بقوة الخطوة وستقوم بخطوات تصعيدية وردة فعل سريعة، ولاسيما أن خطوات حقيقية تتم حاليا لإعلان حكومة جديدة تستبعد مشار".