وقال ترامب، الخميس الماضي، في كلمة أمام حضور من القساوسة "غالباً ما أمازح بالقول إنه حتى لو كنتم مرضى، ولو كان تشخيص حالتكم هو أسوأ تشخيص يمكن أن يصدر عن طبيب، وكنتم في الفراش ولا تعرفون إن كنتم ستنجون، عليكم رغم ذلك أن تنهضوا في 8 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل وتذهبوا للإدلاء بأصواتكم".
وحضّ الحضور تسع مرات خلال خطابه على تعميم هذه الدعوة حتى يصوتوا جميعاً له في الانتخابات الرئاسية.
وفي السياق، يواصل ترامب هجومه على ما يصفه "تحيّز" النظام الانتخابي في الولايات المتحدة، بأسلوب ليس معهوداً من أي مرشح في تاريخ الانتخابات. ففي وقت سابق من الشهر الحالي، قال ترامب لقناة "فوكس نيوز" الأميركية "ليس عليك أن تملك بطاقة لكي تذهب الآن وتصوّت، وهذا يبعث قليلاً من الخوف. لقد سمعت مؤخراً أموراً سيئة. أعني.. أنّ الناس ستذهب للتصويت. ستذهب للتصويت عشر مرات ربما". كما أنّه قال لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية "إذا تم تزوير هذه الانتخابات فلن أتفاجأ".
والأسبوع الماضي، قال في كلمة خلال تجمع انتخابي في أوهايو "أنا خائف من أن يتم تزوير هذه الانتخابات"، من دون أن يقدّم حتى أي دليل.
وكان "الملياردير الشعبوي"، وفق ما تنقل "فرانس برس" قد تجاهل خلال حملة الانتخابات التمهيدية في 2015 و2016 آراء الخبراء والمراقبين الذين كانوا يحضونه على تبني سلوك جدير بالرئاسة، والتوقف عن شتم خصومه، والبدء بكتابة خطاباته والالتزام بنصها بدل الارتجال.
وما يزال ترامب يرتكب، بصورة شبه يومية، هفوات واستفزازات وتجاوزات سواء مقصودة أو غير مقصودة، حول جملة من المواضيع مثل روسيا والأسلحة وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أو حتى هجومه على والدي جندي أميركي مسلم قتل في العراق.
وقال ترامب لمجلة "تايم" الثلاثاء الماضي "لا أحب التغيير. لكن هذا ما فعلت. سوف نرى إلى أين سيقودني ذلك".
ولا يدري فريق ترامب كيف يمكنه تعديل نهج الحملة الذي قاده إلى الانتصار في الانتخابات التمهيدية، للتماشي مع انتقال الحملة إلى المستوى الوطني، حيث تعتمد الحملة الانتخابية على الإعلام والتواصل مع الناخبين عبر الإعلانات. وذكرت شبكة "ايه بي سي" أنّ الفريق الديمقراطي أنفق حوالى 93 مليون دولار على الإعلانات التلفزيونية، مقابل 11 مليوناً فقط من جانب فريق ترامب. ولم تنفق لجنة الحملة الرسمية للمرشح الجمهوري حتى الآن أي مبالغ على الإعلانات التلفزيونية، وهي ظاهرة "غير مسبوقة" في تاريخ الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
ولا يزال ترامب يتصرف وكأنه يتوجه الى جمهور الانتخابات التمهيدية الذي لا يتعدى 31 مليون ناخب، في حين أنّ حوالي 130 مليون أميركي صوتوا في الانتخابات الرئاسية عام 2012. ولم يتأكد حتى الآن الانتقال الكبير لناخبي الطبقات الشعبية الذي يراهن عليه لتوسيع صفوف مؤيديه.
ويقول الأستاذ في جامعة تكساس في مدينة أوستن كريستوفر فليزن، وفق ما نقلت "فرانس برس" إنّه "لم يعد هناك الكثير من الوقت. فعلى ضوء وقائع الأسبوعين الأخيرين، يبدو أن تأثيره يميل أكثر إلى السلبية".
ولم يتراجع رجل الأعمال فحسب في استطلاعات الرأي الوطنية (40% مقابل 48% لكلينتون بحسب استطلاع "هاف بوست")، بل هو في خطر في ولايات أساسية، غالباً ما أتاحت للمرشحين الجمهوريين حسم السباق لصالحهم. وكشف استطلاعان للرأي أجرتهما صحيفة "وول ستريت جورنال" وشبكة "ان بي سي" تقدم كلينتون عليه في كولورادو وفلوريدا وكارولاينا الشمالية وفرجينيا.
وإزاء إمكانية هزيمته، تبنّى ترامب موقفاً غير مكترث، حيث قال خلال مقابلة "سأواصل القيام بما أقوم به. وفي نهاية الأمر، إما أن ينجح الأمر، وإما أن آخذ عطلة طويلة ممتعة".