وأشار شكري إلى أنه أكد، في مناسبات عديدة، اعتزاز مصر بتاريخ العلاقات المصرية التركية، والعلاقات القائمة بين الشعبين، إلا أنه "ليس من المقبول أن يرهن وزير خارجية تركيا تحسين العلاقات بشرط احتضان مصر للرؤية التركية إزاء التطورات السياسية بها، أو قبول إسهاب الوزير التركي في تقييم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بمصر، بما يشمله من افتئات على النظام القضائي المصري".
وتابع وزير الخارجية المصري إن "الحديث عن تحسين علاقات ثنائية على المستوى الدولي يفترض احترام المبادئ المستقرة في التعامل بين الدول، ومنها عدم التدخل في الشؤون الداخلية، إلا أن الشروط التي يضعها الوزير التركي توحي وكأن لتركيا ومسؤوليها وصاية على الشعب المصري، وأن عليه أن ينصاع لها، وهي أمور تدعو إلى التعجب على أقل تقدير، وغير مقبولة بشكل مطلق. كذلك فقد حمّلت التصريحات مصر مسؤولية مواقف دول أخرى تجاه تركيا، وهو ما يعد تقليلاً من شأن دولة ذات سيادة تضع سياستها الدولية بما يتوافق مع مصالحها".
وأضاف أن "النزعة لمحاولة تطويع إرادة الشعب المصري، بما يتوافق مع رؤية أي طرف خارجي، هو ضرب من الوهم، ربما مصدره الحنين إلى عهد انقضى منذ قرون"، موضحاً أنه "بالرغم من تكرر، على مدار العامين الأخيرين، تصريحات مسيئة للشعب المصري واختياراته، فإن الدوائر المصرية المسؤولة أحجمت عن اتخاذ أي ردود فعل غير مسؤولة أو انفعالية إزاء هذا النهج المستغرب، ولم تتخذ أي إجراء من شأنه المساس السلبي بمصالح الشعب التركي الشقيق، بالمقارنة مع إصرار الحكومة التركية على اتخاذ إجراءات لها وقعها الضار على مقدرات الشعب المصري".
وكان مولود جاووش أوغلو قد أكد أن هناك بوادر إيجابية حول عودة العلاقات بين مصر وتركيا، موضحاً أن بلاده تريد زيارة الأصدقاء وعدم افتعال المشاكل معها، وأن "العلاقات توترت بين القاهرة وأنقرة نتيجة عدم توافق الرؤى في الأزمة السورية، بالإضافة إلى أن تركيا لها ملاحظات كثيرة على ما حدث في مصر لعزل محمد مرسي".
واتهم وزير الخارجية التركي مصر بالتسبب في سوء العلاقات الشديد بين تركيا والمملكة العربية السعودية والإمارات، مشيراً إلى أن "وضع العلاقات مع تلك الدول في مسارها سيكون له انعكاس على دول المنطقة"، متابعاً: "مصر تواجه الآن ما حذرنا منه، فهي تواجه خطراً على أمنها، وكذلك أزمة اقتصادية طاحنة، ستؤدي إلى انهيار البلاد في أسبوع واحد حال أوقفت الدول التي تمدها بالدولار دعمها الأساسي، ونحن لا نريد أن نرى القاهرة في هذا الوضع، بل نريدها بلداً عظيماً".
وهاجم السلطات المصرية قائلاً: "مستعدون لمد يد العون إلى مصر، حال إرادتها التخلي عن الهشاشة الداخلية التي تعيشها، وإنشاء ثقافة مبنية على المصالحة"، مشدداً على أن "العديد من القيادات الصادر بحقها عقوبات الإعدام في مصر سجنت بدوافع سياسية"، مؤكداً أن "هذا الأمر لا يصب في مصلحة المستقبل المصري".
واستطرد الوزير التركي: "تركيا مستعدة لاتخاذ خطوة إيجابية، وإجراء زيارات على مستوى الوزارات، لعودة العلاقات إلى سابق عهدها، حال أرادت مصر ذلك، وأن هذا يمكن حدوثه حال وقف استمرار سجن قيادات "جماعة الإخوان" الموجودين في مصر".