وتجري الزيارة وسط فتور حكومي سوداني، لا سيما أن الخرطوم اعتذرت في وقت سابق عن استقبال الرجل قبيل تنصيبه.
وعين الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت، تعبان دينق، الذي شغل منصب وزير المعادن، نائبا أول له بديلا عن غريمه رياك مشار الذي هرب من جوبا على خلفية الاشتباكات التي اندلعت بين قواته وقوات الحكومة مطلع يوليو/ تموز الفائت.
وفور وصوله دخل دينق في مباحثات مغلقة مع النائب الأول للرئيس السوداني بكري حسن صالح. وقال وزير الدولة بالخارجية السودانية كمال الدين إسماعيل إن زيارة دينق تأتي في إطار محاولات الخرطوم لإيجاد الحل الشامل للأزمة الجنوبية في إطار الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق افريقيا "ايغاد".
وأشار إلى أنه تم استقبال دينق بصفته نائبا للرئيس الجنوبي، معتبرا قضية شرعية الرجل من عدمها شأناً جنوبياً داخلياً. وأكد أن عملية إجلاء مشار تمت عبر دولة الكونغو والأمم المتحدة نافيا ما أثير حول وجود مسؤل سوداني كبير ضمن طاقم الطائرة التي نفذت المهمة.
ويضم الوفد إلى جانب النائب الأول وزيري الدفاع والنفط الجنوبيين.
ووصفت الخارجية السودانية زيارة المسؤول الجنوبي بالمهمة، باعتبارها تأتي في إطار دور الخرطوم ضمن منظومة هيئة "إيغاد"، لاستعادة اتفاقية السلام وبث الاستقرار في الدولة الوليدة، فضلا عن تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الجنوبيين.
ويرى المحلل السياسي، الطيب زين العابدين، أن الخرطوم أخطأت عند رفض زيارة تعبان في المرة الأولى، ورأى أن التفاوض مع تعبان فيما يتصل بالقضايا العالقة بين الدولتين أسهل، وأشار إلى قدرة الرجل على التأثير على الرئيس سلفاكير ميارديت.
أما الخبير بالملف الجنوبي عبد المنعم أبوادريس فيرى أن زيارة تعبان للخرطوم قصد منها الرجل تسويق نفسه لدول الإقليم، فضلا عن تسويق نفسه للشعب الجنوبي لإظهار علاقاته وقدرته على حل المشاكل العالقة مع الدول، لا سيما السودان.
ويرى أبوادريس أن زيارة تعبان لكينيا أخيرا رفعت الحرج عن الخرطوم لاستقباله، لا سيما أنها كانت تنأى بنفسها عما يجري جنوب السودان، وتسعى لعدم الظهور منحازة لأحد أطراف الصراع الجنوبي.